كتاب " فقه الوجود " ، تأليف أحمد الوتاري ،والذي صدر عن دار المأمون عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب فقه الوجود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

فقه الوجود
مقدمة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واصفاً ربه؛ رب السماوات والأرض وما بينهما:
(إن الله جميـل، يحب الجمـال)4
إن الله الأول والآخر قد أبدع بسر كلماته الكونية هذا الوجود، كما خلق أرواحنا بعد أن لم تكن شيئاً مذكوراً، ثم أودع الارواح هذه الاجساد في طبق الحياة، ثم سيوفيها حقها لتخرج منها عند الموت، ثم بعد وجودها في البرزخ سيعيدها مع أجسادها -كما خلقها أول مرة- في طبق وجودها النهائي: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة: 28)، وإذا كانت الحياة فرصتنا الأولى والوحيدة لمعرفة الله والاستعداد للقائه، فإن أغلى ثمرات تلك المعرفة، وأعلى مراتب الاستعداد للقائه منفرداً هي: حبه تبارك وتعالى.
والمقصود هنا، تحصيل بعض تلك المعرفة الباعثة على حب ربنا الجميل الذي يحب الجمال، الذي بث في كل ما خلق نوع كامن خاص من الجمال، هو تجلية للجمال الإلهي وأثر من آثاره، مثلما جعل رحمته مبثوثة في كل شئ تجلية للرحمة الإلهية، وإن إحساسك بهذا الجمال الكامن في الاشياء هو الباعث لقلبك لأن يهتدي إلى معرفة (نبع الجمال الكلي الذي لا ينتهي)، ومن ثم حبه إلى الحد الأقصى الذي يقدر عليه قلبك الصغير، دون الوصول أبداً إلى ما يستحقه من الحب، واقرأ الكلمات التاليات من قرآن ربك العظيم، وتأمل معها هذا المقصود: