كتاب " عبق الريحان في علوم القرآن " ، تأليف د. نوح الفقير ، والذي صدر عن دار المأمون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب عبق الريحان في علوم القرآن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

عبق الريحان في علوم القرآن
بين الحديث والسنة
السنة في اللغة من مادة سنَّ، وتطلق على معانٍ، منها:
1 – جريان الشيء واطراده في سهولة(72)، تقول: سننت الماء على وجهي، إذا ارسلته ارسالاً.
2 - الصقل(73)، تقول: سنَّ الحديد سناً، وسنَّ الابل، اذا أحسن رعْيتها حتى كأنه صقلها، وسنَّ المنطق، اذا حسَّنه، فكأنه صقله، وهكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أحكامها سهلة مطردة، وهي مما تتكرر وتعاد، لتصقل النفس البشرية، وتهذبها، وتقوم الحياة الانسانية.
وأما في الاصطلاح فهي: ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية من مبدأ بعثته حتى وفاته، وقد تأتي السنة قولاً أو فعلاً من الصحابة باعتبارهم شهود عصر النبوة المقتبسين من مشكاتها، أو من التابعين باعتبارهم شهود عصر الصحابة وأقرب الناس الى عصر النبوة.
إن الحديث – إذن – أعم من السنة من وجوه، أشهرها:
1 – أنه يتناول كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو لم يكن عليه العمل، كالمنسوخ، وأخبار الجاهلية التي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 – أنه يتناول صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية من حيث لونه وجسمه وشعره وطوله، وصفاته الجبلية من حيث صحته ومرضه وما يميل اليه من الطعام وما لا يرغب فيه وغير ذلك مما لا يقصد بروايته الاتباع.
والخلاصة أن الحديث أعم من السنة، فكل سنة حديث، وليس كل حديث سنة، والسنة هي غاية الحديث وثمرته.
بين القرآن والحديث القدسي
القدس – بضمتين، واسكان الثاني – هو الطهر(74) أما نسبة الاحاديث اليها فلأن معناها مضاف الى الله تعالى وحده فان ما أخبر الله به بالالهام أو بالمنام فأخبر عنه النبي بعبارة نفسه هو الحديث القدسي، والقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا (ً75)
فالحديث القدسي هو: المسند الى الله تعالى، بأن جعل من كلامه سبحانه وتعالى، ولم يقصد الى الاعجاز به، ويسمى الحديث الالهي الرباني (76)والفرق بينه وبين الحديث النبوي من وجهين:
الأول: أن الحديث القدسي معناه من عند الله يلقى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكيفية من كيفيات الوحي لا على التعيين، أما الفاظه فمن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم على القول الأصح، ونسبته الى الله نسبة لمضمونه لا نسبة لالفاظه، ولو كان لفظه من عند الله لما وجدنا فرقاً بينه وبين القرآن.