كتاب " القضاء وبنيته في النص النقدي والروائي " ، تأليف بلسم محمد إبراهيم الشيباني ، والذي صدر عن دار زهران عام 2003 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب القضاء وبنيته في النص النقدي والروائي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
القضاء وبنيته في النص النقدي والروائي
الباب الأول المنحى النظريّ
الفصل الأول : تأطير
الفضاء والمكان لغة
يمثل الرجوع إلى المعجمات اللُّغويَّة انطلاقة أساسيَّة لا غنىً عنها لبعض البحوث العلمية التي تسعى إلى الدقةِ في تحديد المصطلحات، والوضوحِ لإيصال المفهومات.
ويُعدُّ (لسان العرب) نموذجاً لُغويًّا لتحقيق ذلك. فعند بحثنا عن مادة (فضا) في هذا المعجم نجد تحتها (الفضاء : المكان الواسع من الأرض ... والفضاء: الخالي الفارغ الواسع من الأرض ... والفضاء: الساحة وما اتسع من الأرض)(1).
كما نجد قولاً آخر وهو : (الفضاء ما استوى من الأرض واتسع، قال: والصحراء فضاء)(2).
ويستوقفنا ما جاء في هامش هذه المادة نفسها من أن (الفضاء مشترك بين الحدث والمكان)(3).
وإذا ما انتقلنا إلى المعجمات المعاصرة لنرى ما قدّمته الاكتشافات العلميَّة والعلوم التطبيقيَّة من إضافاتٍ ومعانٍ وجدنا (المعجم الوسيط) مثلاً يذكر: (الفضاء ما بين الكواكب والنجوم من مسافات لا يعلمها إلاَّ الله)(4).
ولمّا كان مصطلح (الفضاء) ذا صلة وثيقة بمصطلح (المكان)، كان لابد من متابعة ما أوردته المعجمات اللغوية من معانٍ حول هذه المادة.
فـ (المكان الموضع ، والجمع أمكنة، وأماكن جمع الجمع)(5).
ومما تقدم ندرك المفهومات الآتية:
1- الفضاء مكان، ولكنه غير محدّد، إنّه متسع، وفارغ وخالٍ.
2- المكان شيء محدّد، ولا يتعدى مفهومه (الموضع).
3- إطلاق مفهوم (الفضاء) على الصحراء يشير إلى تنبّه العرب قديماً إلى التمييز بين المفهومات، وبلوغهم الدقة في توضيح المعاني حتى اكتسبت (الصحراء) صفة (الفضاء) وتجاوزت لفظ (المكان).
4- إطلاق مفهوم (الفضاء) على المسافات الواقعة بين الكواكب والنجوم يشير إلى انتقال الدلالة بكل معانيها السابقة إلى حيِّزٍ جديد أضافته الاكتشافات العلميَّة الحديثة.
5- صفة (الفراغ) و(الخلو) التي يحملها مصطلح (الفضاء) لا تعني عدم احتواء الفضاء على الحدث أو الحركة أو الحياة، وإنما عدم غلبة الأشياء الماديَّة المحسوسة التي قد يحملها الفضاء.
* * *