You are here

قراءة كتاب بول ريكور والفلسفة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بول ريكور والفلسفة

بول ريكور والفلسفة

هذا الكتاب الذي أشرف عليه د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 1

تقديم

بول ريكور (Paul Ricœur) (1913-2005) فيلسوف فرنسي من عائلة بروستانتينية محافظة، تحالفت ضده الشرور منذ الصغر، وعانى الكثير من المتاعب، فمن اليتم إلى الأسر، حيث فقد والدته وهو لم يتجاوز السنة الأولى من حياته، ثم والده الذي هلك في الحرب العالمية الأولى على أيدي القوات الألمانية في الحرب مع فرنسا سنة 1915. وبعد هذا اليتم المزدوج تولى جداه لأبويه وعمته تربيته في بيت عرف بالصرامة والانضباط السلوكي، إلا أنه لم يكن يخلو من الحب والحنان كما وصفه ريكور نفسه. ولما نشبت الحرب العالمية الثانية استدعي ريكور للعمل في صفوف الجيش الفرنسي، ولحسن حظه سرعان ما وقع في الأسر عند الألمان، ولم يكن من أولئك الضحايا الذين أكلتهم مدافع الحرب، وظل في المعتقلات حتى وضعت الحرب أوزارها، حيث أطلق سراحه في ربيع 1945، وينضاف إلى سلسلة المآسي السابقة فاجعة وفاة أخته في ريعان شبابها، وانتحار ابنه.
رغم متاعب وعذاب السنوات التي قضاها في الأسر، إلا أنها كانت في إحدى صورها فترة خصبة ومثمرة جدا في حياته على الصعيدين الفكري والإنساني حسب اعترافات ريكور، فقد لعبت فترة الأسر دورا أساسيا في تحديد مصيره، ومستقبله الفلسفي. خلال تلك السنوات تعرف على الفلسفة الألمانية في لغتها الأصلية، خاصة فلسفة كارل ياسبرس، وغبريال مارسيل الذي كان يقود تيار الفلسفة الوجودية المؤمنة، كما استأنف قراءة مارتن هيدجر، وترجم أيضا المجلد الأول من كتاب إدموند هوسرل "الأفكار". ومن هنا يرجع إليه الفضل في الترويج للفلسفة الظاهراتية في عمق الثقافة الفرنسية، التي كانت ساحة لتيارات فلسفية كثيرة.
لقد تركت تلك الأحداث المؤلمة والحرجة، التي مر بها ريكور أثرا عميقا في نفسه، وانعكست فيما بعد على فكره الفلسفي المشبع بالنـزعة الإنسانية، والمتطلع بشغف إلى إعادة الإنسان في كونيته إلى إنسانيته. لقد تساءل ريكور عن الشر وهو الذي عاش تجربة الشر بشكل شخصي، كما تساءل عن الإثم والخطيئة والدنس والمعنى والرمز والإرادة والتاريخ والزمن والذات والأنا والآخر... الخ، وهي الأسئلة الكبرى، والقضايا المصيرية التي تضمنتها مؤلفاته العديدة، ووجهت مشروعه الفلسفي الكبير، الذي خاض من خلاله غمار رحلة شاقة عبر بحار الفلسفة، ليتأمل حياة الإنسان المعاصر، الذي يعيش وسط عالم مليء بالشكوك والعثرات، يدشن من خلاله ألفية ثالثة موسومة بالتأزم.
لقد ترك ريكور العديد من المؤلفات نذكر منها:
- فلسفة الإرادة (1950).
- التاريخ والحقيقة (1955).
- الإنسان الخطاء، رمزية الشر (1960).
- عن التأويل: مقالات حول فرويد (1965).
- صراع التأويلات (1969).
- الاستعارة الحية (1975).
- الزمن والسرد (1983) (1984) (1985).
- من النص إلى الفعل (1986).
- الذات عينها كآخر (1990).
- العادل (1995).
- محاضرات في الإيديولوجيا واليوتوبيا (1997).
- الذاكرة والتاريخ والنسيان (2000).
- مسارات التعرف والاعتراف (2004).
- عن الترجمة(2004).

Pages