You are here

قراءة كتاب يوم غابت الشمس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يوم غابت الشمس

يوم غابت الشمس

رواية " يوم غابت الشمس"، هذه الرواية: على مشارف المدينة القديمة، وقفت طويلاً، وقفت أتأمل واسترجع بذاكرتي صور الماضي القريب لهذة المدينة التي أنهكتها الحوادث وأنهكها تطاول الزمان، بيوتاتها الفخمة هرمت وشاخت واستحال بعضها إلى خرائب.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

- لست في عجلة من أمري.
- ولكن أنا في عجلة منه.
واستدار ليخرج فأطبقت يمناها على ياقة جلبابه من الخلف وقالت مهدِّدة:
- والله لئن خرجت لأَصرخنّ صوتاً أجمع به أهل المحلّة على رأسك وأقول لهم... وستعلم ما سأقوله لهم، هيا إلى الغرفة ولكن مهلاً أدخل حمارك أيضاً فقد تطول الجلسة.
وفي الغرفة افترشا جودليةً قد تآكلت أطرافها. وفي الوقت الذي لم تكن عينا الرجل لتذهب أكثر من موضع قدميه كانت المرأة - وقد عاد إليها هدوؤها - مسترسلة في نظراتها مسترخية أنفاسها وبادرته الحديث:
- أنت الرجل الوحيد الذي تطمئن إليه نفسي. تُرى ما الذي منعك من جلب الماء لنا؟
- كبر السن لا غير، بدأت أشعر بالتعب... حتى حماري قد هرم وتعب مثل صاحبه عليَّ أن أرفق بنفسي وبه. ثمّ لستِ أنت ألوحيدة ألتي أهملتها، هناك بيوتات كثيرة غير بيتك لم أعُد أصل إليها.
- هذا قولك. أما أنا فأقول: ما منعك إلاّ كثرة القيل والقال عني، سمعتي السّيئة أليس كذلك؟. ولكن صدّقني فأنا أعرف قدر نفسي وبالتالي فإن كلاماً من هذا وآخر من تلك لا ينال مني شيئاً... أترغب في الشاي أم أغلي لك بعض الحليب؟
- لا هذا ولا ذاك أرجوكِ.
- حسن، ولكن قل لي من يحكم على سلوك المرأة أن كانت فاجرة أم لا وكيف؟
- ولكن لا أحد اتهمك بشيء من هذا.
- إذا لم تقلها السنتهم فقلوبهم.
- سوء الظن مجبول في نفوس الكثير من ضعاف الإيمان.
- عين العقل وهل التقيت بالبعض من هؤلاء ضعيفي الإيمان؟
- في الحقيقة نعم.
- إذن الصورة واضحة فلأبينها لك ولكن في البدء أسألك سؤالاً واحداً:
هل أحببت في شبابك؟
ولاذ الرجل بالصمت وقد فاجأه سؤالها وعادت المرأة لتضيف:-
- فإذا لم تكن قد وقعت في هوى فتاة فلا بد أنك قد سمعت بالحب.
قالتها على عجل ثم خرجت من الغرفة تمشي بخيلاء وعادت بعد دقيقتين وهي تحمل شربة (9) ماء باردة قدمتها للرجل وقبل أن يرفعها الى فمه أجاب:
- ما بِهِ الحب؟!
- حسن، أنا التي أحببت وليتني لم أعرف الحب واليك الحكاية:
قبل عشرين عاماً أحببت شاهين مريودة وأحبني، لا تسأل كيف ولماذا؟ وأردنا أن نختم الحب بالزواج ولمّا همَّ الفتى بخطبتي وفاتح والده بالأمر صعق الأخير وأصابه الذهول ورفض الأمر جملةً وتفصيلاً وخاب مسعى شاهين في إقناعه وكان والده - كما يعلم الكثيرون - من المتنفذين في البلدة. يشتغل بالتجارة بين حلب والموصل ويُسَيِّرُ البرخانات (10) في كل سنة ومعنى ذلك أنه ذو نعمة وذو سمعة طيبة أيضا.عاش في بحبوحة ورغد من العيش فانعكس ذلك على ابنه شاهين الذي كان يصطحبه معه إلى مجالس الطرب والغناء و زاده انغماساً فيه صوته العذب.

Pages