You are here

قراءة كتاب صراع الجبر والاختيار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صراع الجبر والاختيار

صراع الجبر والاختيار

يرى الكاتب السعودي عبد الكريم بن سعيد العمري في مقاربته التأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة في كتابه «صراع الجبر والاختيار/ مقاربة تأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة» أن شعره يستمد أهميته من انشغاله بالهم الإصلاحي الذي لا ينفك عن تميز فني تؤكده لحظته الت

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
تمهيد: الرمز.. مفاهيم وتنزيل
 
1 – المفاهيم:
 
للرمز طابع إشكالي لا يتحدد معه مدلول بعيدا عن الالتباس؛ لاختلاف مجالاته، ولتنوع المرجعيات التي تغذوه بالمفاهيم، ومفاهيم الرمز التي تكوِّن مهادًا نظريًّا تبني عليه الدراسة منظوراتها في الوصف والتأويل تستهدي بالمعالم الآتية:
 
1.1 – إحالات اللغة لتأثيل المفهوم:
 
الرمز في المعجم الإشارة(1) ، وفي الترجمة القرآنية إيحاء، ورد في آل عمران في مخاطبة نبي الله زكريا: "قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا"(2) ثم كان امتثاله للتكليم الرمزي في سورة مريم إيحاء: "فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا"(3) ، والمفسرون على أن أوحى أشار أو أومأ أو كتب(4) ، والإيحاء "إلقاء المعنى في النفس بخفاء وسرعة" (5) ، وللدلالة في خفاء حضور في معاني الرمز المعجمية: ظاهر في التصويت الخفي، ومستنبط من علاقة الرمز بالفجور عند حرج الإبانة عن المعنى باللفظ، ووفاء الرمز عنه بالقصد(6) ، والرمز في الكلام "الخفيُّ الذي لايكاد يفهم" (7) .
 
1.1.1 – الإحالة البيانية:
 
حول هذه المعاني أدارت الدراسات البيانية مباحثها دون تمييز اصطلاحي صريح بين الرمز والإشارة، أما الإشارة بمعزل عن الرمز فتعددت مباحثها، بدءا من الإشارة الحسية التي عدها الجاحظ من أصناف الدلالات على المعاني المعينة على حسن البيان باللفظ والنائبة عنه أحيانا(8) ؛ لامتيازها "بالاختصار والسرعة وشدة الالتحام بالمعنى الذي تعبر عنه" (9) ، وكفاءتها في إفهام خاص الخاص(10) ، وقد لمح البيانيون هذه السمات الإشارية ونقلوها إلى الإبانة بالكلام فارتبطت الإشارة بأساليب الدلالة الموحية وغير المباشرة: الإيجاز(11) ، وأضرب المجاز والإلغاز (12) .
 
وعند عبد القاهر ترد الإشارة صفة لتنامي الدلالة بتحول المدلول إلى دال في أساليب معنى المعنى: الكناية والتمثيل والاستعارة، "وكل ما كان فيه، على الجملة، مجاز واتساع وعدول باللفظ عن الظاهر"(13) ، التي لا يحصل الغرض منها بدلالة اللفظ وحدها، "ولكن يشار بمعانيها إلى معان أخر" (14) ، وهذه الصفة تشاكل الإشارة بصفتها حركة بين المعنى ومعنى المعنى، وهي الحركة التالية لاستصفاء المعنى الأول، وذلك بتتبع إشارات البنية التصورية للدلالة، والعروج منها صعدا نحو معنى المعنى، الدلالة الإيحائية التي تصل المتقبل بالغرض(15) .

Pages