You are here

قراءة كتاب الأبواب المائة للشرق الاوسط

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأبواب المائة للشرق الاوسط

الأبواب المائة للشرق الاوسط

كتاب " الأبواب المائة للشرق الأوسط " ، تأليف آلان غريش / دومينيك فيدال ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ووما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

لقد نفى الرئيس الأميركي، مرات عديدة اعتبار «حربه ضد الارهاب» صدام حضارات، أو صليبية، ضد الاسلام، ولجأ لتأكيد ذلك الى ابتداع مفهوم الفاشية الاسلامية. إلا أن عدداً من مستشاري إدارته اعتمدوا لغة تشير الى عكس ما ينفي، تؤكده التدابير المتخذة في الولايات المتحدة ضد المهاجرين، والمواطنين المسلمين أيضاً. ويعزز هذه القراءة للوضع واقع أن جميع البلدان، التي يستهدفها جورج بوش ـ من أفغانستان، الى العراق، مروراً بإيران ـ هي بلدان اسلامية. وكل ذلك يعطي وزناً في الرأي السياسي في العالمين العربي والاسلامي، لخطاب أسامة بن لادن وكل الجماعات المتعصبة، التي تبشر بحرب بين الصليبيين واليهود من جهة والمسلمين من جهة أخرى. ويمكن، من خلال لعبة مرايا، ودون إرادة معظم اللاعبين، الانزلاق الى حرب بين العالم الاسلامي والغرب مع ما يحمل ذلك من عواقب خطيرة في داخل مجتمعات الشمال حيث يعيش ملايين المسلمين.

يجب عدم الوقوع في خطأ، فـ «صدام الحضارات» لا يمكنه أن يكفي لتفسير التوترات، والنزاعات، والحروب التي تجتاح العالم. فجذورها نجدها في عواقب سيطرة الغرب الطويلة، فاقمتها العولمة، وتعاظم التفاوت بين الشمال والجنوب ـ وداخل هذا أو ذاك ـ الى الأماني القومية التي ما تزال مداسة. بيد أن ذلك لا يعني أن هذا «الصدام» لا يمكن أن يحلّ، تدريجياً، بصفته اطاراً للحياة الدولية في المستقبل، في حال صار الاسلام، مثلاً مرادفاً لبن لادن في ذهن عشرات الملايين من الغربيين، وأصبح أبو غريب مرادفاً للغرب لدى عشرات ملايين المسلمين. أن حصول ذلك يفيد، إفادة كاملة، أنصار «صدام الحضارات» في صفوف المحافظين الجدد. لأن ذلك لا يشكل عائقاً، بل محفزاً لستراتيجية «الفوضى البناءة» التي ينادون بها. وعبر عن ذلك بوضوح روبير ساتلوف المدير التنفيذي لمؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، النافذة، في قوله أن السعي الى الاستقرار كان سمة مميزة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق: «كان الستراتيجيون الأميركيون يتداولون، في مناطق أخرى من العالم حول جدوى الاستقرار، إلا أن جورج بوش كان أول رئيس يعتبر أن الاستقرار، بذاته، يشكل عائقاً أمام تقدم المصالح الأميركية في الشرق الأدنى .... لقد استخدمت الولايات المتحدة مروحة من التدابير التصحيحية، وغير التصحيحية، تذهب من استخدام القوة العسكرية لتغيير النظام في افغانستان والعراق، الى سياسة العصا والجزرة ... لعزل ياسر عرفات والحث على قيام قيادة فلسطينية جديدة مسالمة، ودعوة مصر والعربية السعودية، بتأدب، لسلوك طريق الاصلاح.

إلا أن هذه السياسة تبدو، كما في العراق، عرضة للوصول الى فوضى مدمرة، يعززها استمرار النزاع الفلسطيني.

لقد دفعتنا جميع هذه التحولات التي حصلت على امتداد خمسة عشرة سنة الى أن نعرض على القارىء ـ في حجم كتاب جيب، نأمل أن يكون اقتناؤه أكثر يسراً لدى الشباب ـ نسخة معدلة جذرياً عن كتاب، أبواب الشرق الأدنى المئة الذي صدرت طبعته الأولى عام 1986، باسم الأبواب المئة للشرق الأدنى . علماً أن الهدف الذي قادنا في حينه لم يتغير؛ تفكيك ما هو متشابك في الشرق الأدنى، وحل ألغازه وكشف أساطيره. كيف؟ باللجوء، أولاً، الى مجموع مستويات التحليلات؛ القومي، والمناطقي، والدولي، والاقتصادي والاجتماعي، والسياسي، والأيديولوجي والديني، والستراتيجي، والعسكري، والأقلي، والاثني، والطائفي الجغرافي والتاريخي. فالتاريخ هو فوق كل شيء: ذلك أن التاريخ يسحق الحاضر، في الشرق الأدنى أكثر من أي جزء آخر من العالم، فمفترق القارات الثلاث هذا، الواصل بين الشمال والجنوب، كوصله بين الشرق والغرب، أرض الهجرات الكثيرة، ومهد الكتابة وواحدة من أعرق الحضارات؛ والديانات السماوية الكبرى الثلاث، المنطقة التي كل شبر أرض فيها، كل حجر، كل وجه، أيضاً، يحمل في داخله، ألوف السنين من الإبداع ـ ومن التدمير ـ الانساني.

إن تجاهل كل ذلك يعني الحرمان من كل إمكانية لفهم الواقع الراهن.

لذلك اخترنا أن يكون الكتاب بمداخل متعددة يتمكن القارىء من إيجاد طريقه بأسهل ما يمكن: جدول بتسلسل أهم الأحداث التي حصلت في الشرق الأدنى منذ الحرب العالمية الثانية، ثم قاموس، بكل معنى الكلمة، يحتوي على مئة وسبعة عشرة كلمة حسب الترتيب الألفبائي، ثم ملحق يعيد نشر النصوص الأساسية حول الصراع الاسرائيلي العربي، من نص وعد بلفور في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917 إلى القرار 1559. حول لبنان الذي أقره مجلس الأمن في 2 أيلول/سبتمبر. ملحق بجميع أسماء الأشخاص المذكورين في الكتاب وفهرس بالمواضيع والبلدان.

لقد تمنينا، عند انتهائنا، عام 1986، من كتابة المقدمة على القارىء، الاختصاصي مثل المستجد، أن يجد في هذا الكتاب «جهداً يرمي إلى تجاوز الحساسيات التي تبرز عندما يجري تناول النزاع الاسرائيلي العربي، دون أن نتخلى عن خياراتنا التي لا نخفيها». أن أكثر ما أثر فينا منبين ما تلقينا من ملاحظات، الاعتراف بجهدنا. وقد تابعنا هذا الجهد في هذه الطبعة الجديدة، لأسباب مبدئية، ولأن الأمل بالسلام، رغم المخاطر الداهمة، ليس له غذاء إلا بالتسامح والاعتراف المتبادل.

Pages