You are here

قراءة كتاب الحب لا يفنى ولا يستحدث من عدم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب لا يفنى ولا يستحدث من عدم

الحب لا يفنى ولا يستحدث من عدم

كتاب " الحب لا يفنى ولا يستحدث من عدم " ، تأليف وليد الرجيب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

الوغد الوسيم

لكن ما سرّ هذا الانجذاب غير المألوف لديه، فالنساء اللواتي عبرن في حياته كن هن المبادرات، وإذا انجذب إلى إحداهن كان يعرف نهاية العلاقة منذ بدايتها، ولذا لم يغرق قطّ في رمال الحب المتحركة، بل يتعامل مع انجذابه كفقاعة جميلة لامعة، لابد من أن تنفجر وتتلاشى في لحظة ما، ولم يكن التعرف إلى امرأة جديدة هو السبب في انفجار الفقاعة السابقة، لم يكن نذلاً على الإطلاق، لكن يلعب السأم دوراً كبيراً في ترك العلاقة، رغم تعرُّضه لسخطهن:

- "أنت قاسٍ ومتبلد المشاعر، أنت نذل، جرحتني وقطعت العلاقة من دون سابق إنذار".

كان يرد متحملاً مسؤولية الجرح الذي سيندمل:

- "من البداية اتفقنا على عدم الارتباط، كنت واضح معاك".

ترد ودموعها تسيِّح المكياج الصارخ الذي طالما كرهه فيهن:

- "أنا شسوّي من غيرك؟ ما أقدر أعيش من غيرك".

يجيب ورنة سخرية في صوته:

- "عندك زوجك وعيالك اللي أهملتيهم، صدقيني راح تعيشين من غيري وتتعرفين على واحد ثاني بسرعة".

وبمحاولة يائسة:

- "بس أنا أحبَك ما أحب زوجي".

يضحك قبل أن يقول:

- "أنا ما أحبِّك، وصدقيني راح تحبين بعد وبعد، أقول لك منو تكلمين غيري؟ زميلك اللي بالدوام معاك".

بهذه القسوة والصراحة الجارحة، كان يتخلص من العلاقات النسوية أحياناً، واللواتي يعلم أن لديهن علاقات مع رجال كاحتياط، يعتقدن أنها سرية، كن يكرهن هذا الوغد الوسيم، كل النساء طارئات بالنسبة له، أما إذا اكتشف أن إحداهن تحبه حباً حقيقياً، كان ينهي العلاقة بسرعة اكتشاف الشعور، لم يكن نذلاً على الإطلاق، ولكن يصعب فهم منطقه عند الآخرين، وقد اعتاد عدم الفهم هذا، فتوقف عن الشرح والإقناع.

لم يكن يبحث عن النساء بشغف، كما يفعل بعض الرجال أو كما تفعل بعض النساء، لكنه كان يعرف أن العلاقات ستأتي من تلقاء نفسها، ويمقت بشدة نساء الليل، أو اللواتي يأخذن مقابل، سواء هدايا أم نقوداً أم خدمات وسفرات، كان يحترم جسده، ولا يمنحه لأي كان، لم يكرر خبرة المواخير كأقرانه الذين ربما ما زالوا يؤمّونها في مدن الدنيا، هو لا يُقْدِم على ممارسة جنسية فجة، يكره رائحة المواخير والمومسات، ففي سنّ الخامسة عشرة من عمره، اتفق مع أصدقائه أن يذهبوا إلى ماخور صغير في بحمدون المحطة بلبنان، ولما دخل انقبض قلبه وشعر بخوف، واختار كل واحد من أصدقائه فتاة، وتبقت له واحدة تدعى ميرنا، لم يكن ماخوراً بمعنى الكلمة، ولكنها يفترض أن تكون جلسات "أنجشيه" أي رفقة ومؤانسة على شراب، أو ما يسميه العرب النديم، طلب زجاجة بيرة، وطلبت ميرنا شمبانيا، أقرفته رائحة ميرنا، رائحة المكياج والعطر الرخيص القوي، وبدأت خطة التحرش، على اعتبار أن صاحب الحانة لا يعلم، لكنه بالتأكيد متواطئ، لكي تزيد طلبات الشمبانيا على حساب سالم، حيث إن ثمنها غالٍ، دنت ميرنا منه ووضعت يدها على فخذه، لكنه لم يحرك ساكنا، وازداد شعوره بالغثيان، أراد الخروج والهرب، لكنه خشي استهزاء أصدقائه، لم تجد ميرنا منه تجاوباً، فانزوت تشرب من كأسها، لتطلب غيره، وحتى يلطِّف الجو قال لها:

Pages