You are here

قراءة كتاب تموز سراج الهداية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تموز سراج الهداية

تموز سراج الهداية

كتاب " تموز سراج الهداية " ، تأليف إدمون صعب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
سنابل الحرّية
هذه حزمة سنابل من حقل تموز.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

ولماذا لا تتحقق الثورة في النظام على أيديهم، بعدما فقدوا صفة الفريق الحاكم المتسلط عن طريق أخذ المبادرة في الدعوة إلى تأليف اللجنة التي ستبحث في إلغاء الطائفية السياسية، بدل معارضتها، وملاحقة مشروع خفض سن الاقتراع حتى يأتي جيل جديد من الشباب المسيحي إلى القيادة والسلطة بعدما انكفأ الجيل الذي اكتوى بنار الحروب وذاق مرارة الخيبات فهاجر أو استنكف عن الاهتمام بالسياسة. إضافة إلى مشروع اللامركزية الإدارية الذي من شأنه إنعاش الأطراف ووقف النزوح إلى المدن، والحد من الهجرة إلى الخارج عبر إيجاد مشاريع إنتاجية في الجبال والأرياف.

هذا ما كان مؤملاً. ولا نظنه كان بعيداً عن تفكير كل من الشيخ والحكيم.

إلا أن ما حصل، ويا للأسف، هو أن الدورين اللذين تطوعا لهما، تأكيداً لثوابتهما في مواجهة الاستدارات، كانا التصويب على المقاومة. وقد تبعا في ذلك البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في حديثه إلى مجلة «المسيرة» وقوله، إن فرص الحرب قائمة في استمرار ما دام «حزب الله» يريد أن يقوم مقام الدولة، والطرف الذي يملك السلاح يستقوي على الآخرين». ثم ما ورد في رسالته في عيد مار مارون من أن «تهديد السلاح» من قوى عقائدية شمولية دينية وأصولية هو إنهاء لهوية لبنان ومعناه ودوره».(...) فقال جعجع: «إن بقاء أي سلاح خارج مؤسسات الدولة اللبنانية بات يشكل عبئاً لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله وهو ما قد يستجلب اعتداءات خارجية».

ودعا الجميل إلى «ألا يكون على أرض لبنان أي سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية تحت أي ذريعة». داعياً إلى «أن تحتكر الدولة من خلال مؤسساتها الشرعية كل القرارات السيادية، وفي مقدمها قرار الحرب والسلم والتفاوض».

وقد عبّرا بذلك عن هواجس كادت أن تكون مشروعة لولا وجود رئيس ماروني للجمهورية، كان قائداً للجيش، وقائد ماروني للجيش لا يريان رأيهما ويؤكدان أن البلد الذي تُحتل أرضه لا تحرره سوى المقاومة، وخصوصاً إذا كان العدو متفوقاً على جيشه وقواه المسلحة بنحو كبير عدة وعدداً وتسلحاً إلخ.. أو لا يحظى هذا الجيش بالسلاح النوعي الذي يجعله قادراً على الدفاع عن أرضه.

ولقد وضع هذا الموقف المسيحي نفسه في مواجهة خطرة مع المقاومة التي ردت عليه بلسان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في «خطاب التوازن» مع التهديدات الإسرائيلية أول من أمس بقوله: «أن نلغي سلاح المقاومة كلام خطير جداً لأنه يعني أولاً، بالحد الأدنى، تبريراً كاملاً لأي عدوان إسرائيلي، حتى ولو لم تقدم المقاومة ذرائع، كما يقولون، وللأسف الإسرائيليون أنفسهم لا يقولون هذا. فما يقوله بعض اللبنانيين لا يقوله بعض الإسرائيليين».

وسأل: «هل هذا استدعاء للحرب؟ وهل هذا استدعاء للحرب الإسرائيلية على لبنان؟ وهل نحن أمام ظروف 1982 جديدة؟ وهل يجد البعض أن أحلامه وطموحاته ومشاريعه التي تبخرت في الآونة الأخيرة لا طريق لها إلا من خلال حرب إسرائيلية على لبنان»؟

وفي اعتقادنا أن لا مصارحة داخل فريق 14 آذار، إذ لو كانت هناك مصارحة لعرف مسيحيو هذا الفريق أن ثمة تفاهماً ضمنياً بين الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصر الله، بدعم المقاومة والمحافظة على سلاحها من جانب الحريري، في مقابل وضع نصر الله قرار الحرب والسلم في يد الدولة وتعهده بعدم استعمال سلاح المقاومة في الداخل، وعدم منح إسرائيل ذرائع لشن حرب على لبنان كما حصل في تموز .2006 وعلى هذا الأساس تألفت الحكومة الوفاقية.

لذلك أكد نصر الله في خطابه: «نحن لا نريد حرباً حتى لا يخرج أحد في لبنان غداً وينظّر عن قرار الحرب والسلم».

وكرر: «نحن لا نريد حرباً، ليس خوفاً ولا جبناً ولا ضعفاً. نشتاق إليها ولا نريدها».

وإذا لم يطمئن هذا الكلام لنصر الله المسيحيين الخائفين ـ وربما يكونون على حق في شعورهم بالخوف ـ فقد يطمئنهم كلام العماد ميشال عون من الدوحة أن «لا داعي للخوف والقلق»، مشيراً إلى أنه جراء بعض القلق الإعلامي «يصبح الناس بدل أن يفكروا كيف سيبنون مستقبلهم يفكرون كيف سيتركون لبنان».

وقال: «لبنان لن يفقد استقراره بعد اليوم، وإسرائيل لن تحارب لأنها لن تستطيع أن تحول أي معركة إلى انتصار أو إلى إنجاز سياسي».

إننا أمام حافلة اقتطع بعض ركابها تذاكر ذهاب وإياب، والبعض الآخر تذاكر ذهاب فقط. فمنهم من ذهب وعاد في الوقت المناسب، فيما البعض الآخر ينتظر، وقد يطول انتظاره! ورب قائل: إذا كانت الاستدارة المسيحية متعذرة حالياً في اتجاه الشام، فلتكن في اتجاه المستقبل بخطاب سياسي بديل، لا خوف فيه ولا يأس.

(18/2/2010)

Pages