قراءة كتاب جاك درايدا - ما الآن ؟ ماذا عن غد ؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جاك درايدا - ما الآن ؟ ماذا عن غد ؟

جاك درايدا - ما الآن ؟ ماذا عن غد ؟

كتاب " جاك درايدا - ما الآن ؟ ماذا عن غد ؟

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

هذا هو تأسيس دريدا من خلال الـ "Différance" للاختلاف، والتباين، والتمايز، واللعب مع الدلالات باختلافها، وتأجيل، أو إرجاء معانيها. فما هي دلالة الاختلاف الـ "Différance" إذاً؟ إن Différance بكلمة هو بنية، وحركة لا يمكن تصورها على أساس التعارض بينالحضور والغياب فالـ "Différance" هو التبدِّي المنظِّم للاختلافات ولآثار الاختلاف» (62). ويعد الـ: "Différance" حسب وروده في المعاجم المصطلحاتية وفي تعريفاته البسيطة: «هو نظرية دريدا في كتابه مواقف (Positions) (1971) التي تزعم عدم وجود أيمعان محددة للكلمات، وأن أقصى ما تستطيع إدراكه هو الاختلاف فيما بينها وإرجاء المعنى إلى أجل غير مسمى وهو يرادف بين ذلك وبين مصطلح آخر هو (Gram) أي الكتابة» (63).

3. التشتيت أو الانتشار: (Dissémination)

ليقيم دريدا للتفكيكية صرحا متكاملا اعتمد على مصطلحات تؤسس لكل الآليات التي عمل بها في إستراتيجيته هذه. إذ نجده يجترح مصطلحا آخر يبين به مدى تناسل المعنى وانتشاره في النص «وقد ركز عليه دريدا في تقويضه للفكر الأفلاطوني. خاصة فيما يتعلق بمفهوم الكتابة في كتاب أفلاطون فايدروس وفيما يتعلق بنظرية المحاكاة في الجمهورية » (64).

وبوقفة مع ضبط لهذا المصطلح، يذهب محمد عناني في معجمه إلى «الانتشار، النشر، التناشر (Dissémination) مصطلح مستمد من كتابات دريدا، ويعني مقدرة المعاني على الانتشار إلى ما لا نهاية،... فهو بذور معان تتوالد إلى الأبد» (65).

من خلال هذا التعريف يمكن لخاصية الانتشار أن تداول «هذا التكاثر المتناثر ليس شيئا يستطيع المرء إمساكه، والسيطرة عليه، وإنما يوحي باللعب الحر (free play) الذي لا يتصف بقواعد تحدد هذه الحرية، بل هو حركة مستمرة تبعث المتعة، وتثير عدم الاستقرار، والثبات،ويتسم بالزيادة المفرطة» (66) وبهذا يؤسس دريدا لصرح لا متناه من المعنى، والدلالة، واللا تقيد في التدليل من خلال هذا المصطلح.

وقد أسس دريدا لهذا الطرح في كتاب وسمه"بالانتشار" ويتكون من مقدمة، وثلاثة مقالات:

1. المقال الأول: تطرق فيه إلى أفلاطون وعنوانه صيدلية أفلاطون حيث تطرق إلى الفارماكون ( Pharmakon) وانتشار معناه المزدوج إلى الكلمات التي تنتسب إلى الأصل نفسه مثل: العقار، ترياق الحب، العلاج، السم، طرائق الطبخ ومكوناته. وبهذا ينتشر المعنى بينها مما يجعل تحديد معناه أمرا صعبا؛ لأنه يُحدث علاقة نسب بين مفردات هذه العائلة.

2. المقال الثاني: المقامة المزدوجة ويعالج فيها دريدا قضية المحاكاة والنقد الأدبي وانفصاله أو اتصاله بالفلسفة.

3. المقالة الثالثة: عنونها بـ"التشتيت" إذ تحدث عن قضية المؤلف، وكيف ينتشر اسمه في نصه ليصبح نتيجة نصوصية.

وبهذا يتبين مع طرح دريدا كيفية ممارسة الانتشار السلالي.

Pages