كتاب " غوانتانامو " ، تأليف فكتوريا برتن / جيليان سلوفو ترجمه إلى العربية مهى بحبوح ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب غوانتانامو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
غوانتانامو
مهنتي مصرفي لكنني باشرت عملاً آخر وكيل عقارات وأدرت هذا العمل لمدة أربع أو خمس سنوات مع معظَّم. ولم أكن لأستطيع القيام بالعمل بدون معظَّم. كان معظَّم آنذاك يدرس في الكلية - كان يداوم جزئياً في الجامعة. بعدها، وعندما صفّيت أعمالي قال لي:" والدي، أريد أن أستقر الآن، أريد أن أتزوج." أجبته: "يا بني، أريدك أن تنهي دراستك"، فكرت كما يمكن لأي أب أن يفكر، "وبعد ذلك، يمكنك أن تفعل ما يحلو لك." قال: "كلا، أصبح الوضع مرهقاً جداً، لا أستطيع الاستمرار بهذا الشكل." قلت له:"لا بأس، استرح الآن وفي العام المقبل تفعل ما يحلو لك." لكنه... تزوج واستقر وفتح متجراً للكتب الإسلامية، وآخر للملابس الإسلامية.
وهاب الراوي
قررنا في المراحل التجريبية أن نذهب إلى بلد صغير مثل غامبيا، وبعدها تبدأ المرحلة الثانية. قررنا الذهاب إلى غامبيا لأن لدينا معارف هناك. قابلت السكرتير الأول في وزارة الزراعة وشجعني - في المملكة المتحدة أيضاً قابلت العديد من الأشخاص الذين شجعوني. قابلت المفوَّض السامي في غامبيا. شجعني أيضاً- الجميع شجَّعوني. فكرت ماذا يمكن أن أفعل أفضل من هذا؟ أذهب إلى أفريقيا حيث الفقر، أوفر لهم فرص عمل، أقدم لهم الثروة و أساعد نفسي في الوقت ذاته.
السيد بيغ
اعتاد معظَّم أن يصلي صلاة الظهر لأننا اعتدنا أن نصلي، عندما أقول نصلي، فإنني أعني أننا نطبق الشريعة الإسلامية، أي الصلاة خمس مرات في اليوم. مرة في الصباح الباكر قبل شروق الشمس، ثم نصلي (الظهر) في منتصف النهار، ونصلي( العصر) في حوالي الساعة الرابعة أو الخامسة بعد الظهر. بعد ذلك نصلي صلاة المغرب ثم نصلي (العشاء) قبل أن نأوي للفراش. أي أن الصلوات الخمس هي فرض على المسلم الملتزم بالعبادات. لسوء الحظ أنا لم أصلّّ أبداً (ضحك) عدا ذلك يتوجب علينا أن نصوم لمدة شهر. هذه أمور لا بأس بها، وإذا تركنا الأصولية جانباً، ليس لدي أي اعتراض عليها.
وهاب الراوي
كانت فكرتي أن نشتري الفستق من المزارعين. نكرره، ننتج زيتاً للطهي، ومن ثم نعود ونبيعه للمزارعين، المخلفات تُستخدَم علفاً للحيوانات، يمكن الاستفادة منها لتربية الدجاج أو البقر أو أية حيوانات أخرى. وبذلك ننتج كل شيء ونبيع كل شيء في المكان نفسه، هذا يدر أرباحاً طائلة.
كانت مهمة أخي بشر أن يأتي معنا لمدة أسبوعين لمساعدتنا في إنشاء المعمل وبنائه، بعدها يعود. كانت بطاقة سفره لمدة شهر واحد. وعندما سألته عما سيفعله في الأسبوعين المتبقيين، قال: سأتجول، سأرى أفريقيا.
السيد بيغ
كان معظَّم يصلي ثلاث أو أربع مرات في اليوم على الأقل، و اعتاد أن ينزل غطاء المتجر وقت صلاة الظهر. لم يكن يصلي وحده، بل كان يأتي أيضاً شخصان أو ثلاثة أشخاص لأداء الصلاة معه. أي أن معظَّم كان يصلي هنا في هذا المنزل؛ وفي منزله؛ وفي متجره؛ كلما أتيح له الوقت للصلاة.
ولكن عندما شرع ينزل غطاء المتجر ويخفت الإنارة، بدأ الشك يساور الناس، ماذا يفعل هذا الرجل؟ لماذا يُنزل نصف الغطاء، بالتالي- ماذا يفعل؟ وهكذا خطر لأحدهم، ومن المحتمل أن يكون من دين آخر، أن هناك شيئاً غريباً يحدث فأبلغَ الشرطة عنه وتمت الإغارة على المتجر. قالت الشرطة إن معظَّم لابد وأن تكون له صلات بطالبان أو بجهة أخرى. أجاب معظَّم:"لا أدري عمَّ تتحدثون". أغاروا على منزله. لم يعثروا على أي شيء إطلاقاً. لكنهم كانوا يريدون جهاز الكومبيوتر. قالوا لابد من أن يكون هناك شيء ما في جهاز الكومبيوتر، شيفرة مثلاً، وعليك أن تُعْلِمنا بها. قال معظَّم "لا وجود لأية شيفرة في الكومبيوتر-أمامكم الجهاز وكل ما هو موجود فيه، بإمكانكم فحصه. أنتم الخبراء، افحصوه."
وهكذا سيق إلى المحكمة، أعني إلى مركز الشرطة، استجوبوه وأفرجوا عنه فوراً واعتذروا منه فيما بعد. قالواننا آسفون لإزعاجك ولكننا أُعلمنا أو تم تضليلنا أو"... لا أدري ماذا كان التبرير. خرج بريئاً تماماً، لم يثبت عليه أي جرم وعاد لمزاولة عمله كالمعتاد.
وهاب الراوي
سبقتُ المجموعة لأقوم بالاستطلاع، وبإنشاء الشركة، وباستئجار المخازن والمنزل الذي سنقيم فيه في المدينة، ولإنهاء الإجراءات المصرفية لتخليص التجهيزات من المرفأ.
عندما غادرت لندن، تم استدعائي في المطار إلى غرفة حيث وجدت ضابطين بريطانيين قاما باستجوابي لمدة خمس وعشرين دقيقة. سألاني: لماذا سأذهب إلى غامبيا؟ ماذا سأعمل في غامبيا؟ هل أعرف هؤلاء الناس- ذكرا أمامي بعض الأسماء - أبو قتادة. هل أعرف أي أشخاص جزائريين؟ إلى أي مسجد أتردد؟ أسئلة من هذا النوع، اكتفيا بعدها وأخليا سبيلي.