قراءة كتاب الإعلام ليس تواصلا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام ليس تواصلا

الإعلام ليس تواصلا

كتاب " الإعلام ليس تواصلا " ، تأليف دومينيك وولتون ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

الإعلام

ماذا علينا أن نفهم من الإعلام، والرسالة والتواصل والعلاقة؟ هناك ثلاث فئات من المعلومات، شفوياً، بالصورة وبالنص، وبالبيانات يمكن إدراجها ضمن أي وسيلة حاملة. المعلومة-النبأ المرتبطة بالصحافة. المعلومة-الخدمة المنتشرة على نطاق عالمي، لا سيما مع ظهور الإنترنت. المعلومة-المعرفة المرتبطة بازدهار بنوك المعلومات وقواعد البيانات. يبقى هناك المعلومة العلائقية التي تخترق كل الفئات السابقة وتحيل إلى الهدف الإنساني للتواصل.

التواصل

يتواصل الناس لأسباب عديدة ضمن ثلاث فئات غالباً ما تكون متداخلة ومتبدلة التراتبية تبعاً للظروف، ولكنها جميعها، تدفعنا إلى إقامة اتصال بشخص ما، وهنا تظهر بداية التقاسم. إن كل فرد يسعى للتواصل من أجل التقاسم والتبادل، إذ في الأمر هدف إنساني وعاطفي أساسي ولا مناص منه. فالعيش يعني التواصل والتبادل مع الآخر، وبأكثر الطرق أصالة في غالب الأحيان. ويلي ذلك الإغراء، وهو هدف ملازم لكل العلاقات الإنسانية والاجتماعية. وأخيراً الإقناع المرتبط بشتى صنوف منطق المحاججة المسخدمة للتفسير والرد على الاعتراضات. إن مثال التواصل هو بالطبع ذلك المرتبط بالتقاسم والعواطف والحب. تلك هي، على كلٍ، الحالة التي يخترق فيها التواصل الحاضر ويعود إلى الماضي ويتجه إلى المستقبل بكل احتمالاته. ولحسن الحظ التواصل في هذا الكتاب متركز على استخدامات الصوت والنص والصور، وقد استثني التواصل الجسدي غير الكلامي بسبب ضيق المكان. هذا مع العلم أنه من المعلوم جيداً أن حركة جسدية ونظرة وابتسامة هي أفصح من الكلمات. من دون أن نذكر لحظات الصمت التي غالباً ما تؤكد عكس دلالة الكلمات والحركات. نبقى هنا ضمن التعريف القديم الذي يحيل الإعلام فيه إلى الوحدة/المعلومة والرسالة، في حين أن التواصل يحيل إلى فكرة العلاقة والتقاسم والتفاوض. بالأمس كان الأفق المعياري يتمثل بالوصول إلى قيام التواصل، أما اليوم فقد أصبح الأفق تسيير عدم التواصل، عن طريق التفاوض، من أجل قيام تعايش ما.

المتلقّي

هنا تكمن القطيعة الثالثة. حيث المسألة لم تعد مسألة كفاية في الإعلام ليكون هناك تواصل، لأن الرسائل تتكاثر أكثر فأكثر، والتواصل يحتاج إلى إجراء فرز، ولكن لأن دور المتلقي يتعاظم أيضاً.

يتفاوضون ويصفّون ويضعون أولوياتهم ويرفضون الرسائل العديدة التي يتلقونها والتي نتلقاها نحن يومياً. والمتلقي الذي لم يكن يوماً سلبياً صار فاعلاً أكثر فأكثر في مقاومة الدفق الإعلامي الموجه إليه. علاوة على ذلك، يُفترض في هذه الحالة الحديث عن المتلقي- الفاعل للتشديد على البعد الحركي الذي تتطلبه تلك الوظيفة. إن إعادة تقييم مكانة المتلقي - الفاعل تعني إيضاً إعادة تقييم إشكالية التواصل بالذات كما فعل بعض المؤلفين المعاصرين، القليلين مع الأسف، من أمثال يورغن هابرماس وأمبرتو إيكو وميشال سيرّ وإدغار مورين وريجيس دوبريه وآخرين غيرهم. لا شيء أكثر تبسيطية من الخطابات العديدة المناهضة للتواصل التي تحط من مكانة المتلقي، المشتبه دائماً بأنه غبيّ بعض الشيء ويمكن الهيمنة والتأثير عليه. فعلى كل حال، الآخر هو الذي يعتبر دائماً قابلاً للتأثير عليه وليس نحن.

Pages