كتاب " خطفني الديك " ، تأليف أمل حويجة ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب خطفني الديك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وشاح صديقي
صديقي يأتي مع أهله كل صيف من بلد بعيد، ألقاه بلهفة، أسمع حكاياته بشغف، نخرج، نتقافز، ننسى الجوع وننسى العطش. مغامرات ومغامرات، أعتاد عليه وأخاف نهاية العطلة ومشهد توضيب الحقائب والسفر!..
واليوم، عندما خرجنا من المدرسة، كانت السماء مختبئة خلف غيمة واسعة، بدت لي كوشاح حملته الريح من ذلك المكان البعيد، حبات ناعمة من المطر سقطت بلطف من طيات السماء جعلتني أركض وألوح لوشاح الغيمة بيدي!..
نصب حجري وطائر لقلق يقف وحيداً عليه، اقتربت منه , مطر لطيف كان يبللنا برقة، قلت للقلق: أعرف هذه القطرات، أرسلها صديقي , صديقي يعيش في بلاد مطرها غزير..
ـ يا لقلق, صحوت اليوم مشتاقة إليه!..
ـ !.. ..
ـ أليس هذا الوشاح رسالة منه إذاً؟!..
رفع اللقلق رقبته الطويلة إلى أعلى وشد ساقيه كما لوكان يجرب أن يصل الغيمة ويسألها، ثم طوى رأسه حول رقبته وبدا لي أنه ابتسم، ركضت, قفزت, تدحرجت, سلمت نفسي للرذاذ واغتسلت تحت المطر!....
ـ 2007 ـ
الغروب بيتُ الشمس، أم الشروق بيتها؟!..
احترتُ... ما الهدية ُالتي سأختارُها «لشهد»؟!.. فأنا لم ألتق به منذ زمن طويل ولا أعرف ما الذي يحبه فعلا, عطرٌ؟!.. قميصٌ أزرقُ كقميصي؟!.. دميةٌ تضحك بمجرد التلويح لها؟!.. ضجرَتْ أختي الصغيرة ريتا، واتهمـَتـْني بالتردد، فهي اختارت محفظة صغيرة حمراءَ ملأتـْها بالأساور، وزيـَّنـَتـْها بالصور الصغيرة ورشـَّتـْها بعطر القرنفل لتكون هديتها «لفرح» أختِ شهد.!.. ..
أمي وأبي حملا القهوةَ العربية َوالعباءاتِ الشرقية َ، والبـَخـُور وكثيراً ما سمعناهما يرددن: نعم إنهم في الغرب يحبون هذه الأشياء!..
سألـَتـْني أختي اليوم «ماذا يعني: أنهم في الغرب»؟!.. فاجأني سؤالُها وأجبت دون اهتمام: «أنهم يعيشون حيثُ تغربُ الشمسُ، ونعيش نحن حيث تشرق»..
لكنها لم تفهم، وسألتني عن «شهد» و «فرح» هل هما يجلسان الآن بجوار الشمس التي تغرب؟!..