You are here

قراءة كتاب الاعمال الشعرية الكاملة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الاعمال الشعرية الكاملة

الاعمال الشعرية الكاملة

كتاب " الاعمال الشعرية الكاملة " ، تأليف فوزية ابو خالد ، والذي صدر عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

مرحلة ثالثة

تمثلت تلك المرحلة في بعدها الشخصي بالرحلة إلى أمريكا في بعثة دراسية لاستكمال ما قطعه اشتداد أوار الحرب اللبنانية من دراستي الجامعية· وقد كانت الدولة السعودية وقتها فتحت بابا واسعا لابتعاث الشباب السعودي للدراسة بأمريكا شمل عدد محدودا من الشابات· و مع ان تجربتي التعليمية بأمريكا لم تبتعد بي عن مصبات الكتابة إلا أنها أيضا أخذتني وجهة تجريبية جديدة حيث استغرقت في كتابة كان أجمل ما فيها أنها لم تكن للنشر فلم أكن اخضع فيها لتوجسات الرقيب التي خبر قلبي الصغير لوعاتها باكرا ولم تكن تعرضني للآلم المبرحة التي كانت تخترق صدري حين أرى في الصباح التالي كيف لعب مقص رئيس التحرير بكلماتي· كنت في تلك الفترة اتعاطى نوعين من الكتابة خارج تدريباتي البحثية· كان النوع الأول كتابة رأي حيث كنت أشارك من خلال جامعتي ومن خلال نشاطي الطلابي بمنظمة الطلبة العرب في كتابة تحليلية للواقع العربي تتوجه للشعب الأمريكي وخاصة المجتمع الطلابي كما يتوجه بعضها لنا كطلاب عرب· وإن كان بعض تلك الكتابات لم يخل من التشدد الأيدولوجي مما كان في جزء منه يأتي كردة فعل على العلاقة الفوقية من قبل الإدارة الأمريكا بقضاياالعالم العربي فقد كانت كتابتها بحد ذاته تجربة تشكل تحديا كبيرا لغويا وفكريا· أما النوع الآخر من الكتابة فكان تجربة أكثر حميمية استفزت وأرهفت حسي الشعري بكتابة قراءات تحليلية لقصائد عدد من الشعراء الأمريكين ومنهم وليم وليم وسلفيا بلاث ورستالا وروبرت فروست·

فلما تخرجت من الجامعة وعدت للوطن مطلع الثمانينات وجدت مفاجأة الأصوات الجديدة التي دخلت الساحة الثقافية والصحفية بعنفوان الشعر والنثر المجدد· كان المربد الملحق الثقافي لجريدة اليوم بالمنطقة الشرقية الذي كان طلاب جامعة البترول بعض أعمدته بعد تخرجهم مثل علي الدميني ومحمد الدميني وبمشاركة صالح العزاز وعدد آخر من شباب الشرقية ومن القادمين لها من شتى انحاء الوطن أستاذنا الكبير محمد العلي والروائي والتشكيلي المبدععبدالعزيز المشري (رحمه الله)، وجبير المليحان وسواهم· ثم كان ملحق أصوات لمجلة اليمامة وكان هناك الكتابات الجديدة بجريدة الرياض و عكاظ و جريدة الجزيرة· وتلك الملاحق وكتابات الصحف الأخرى كانت رمزا لولادة حركة كتابة جديدة متعددة سواء كانت كتابة رأي أو كتابة فكر أو كتابة صحفية أو ادبية أو شعرية· فكانت أصوات متوهجة مثل فوزية البكر ,دبيب الفوزان، حمد المرزوقي، جهير المساعد، العبدالكريم، غيداء المنفى، محمد علوان، عبدالله الصيخان، محمد جبر الحربي، خديجة العمري، سعد الدوسري، صالح الأشقر، وعبدالله بامحرز، ليلى الأحيدب هدى الدغفق أميمة الخميس، بدرية البشر، أحمد بافقيه، احمد عايل فقيه، الثبيتي، جار الله الحميد، نجوى هاشم، السريحي والغذامي والبازعي وعدد آخر منهم·

غير أن ذلك المد ما لبث أن خفت على مستوى ساحة الثقافة المحلية أو لنقل أنه تعرض لنوع من البيات الإجباري ما بعد منتصف الثمانينات الميلادية وإن كان بعض ذلك يعود لمواجهة عدد من التحديات لم تكن في جوهرها تحديات إبداعية أو فكرية بقدر ما كانت تحديات تتعلق بموازين القوى الاجتماعي بين التعددية والاحادية والتي مع الأسف لم تكن عادلة بما يكفي لتعلم ثقافة التعدد والاختلاف على اسس حضارية وبما لا يسمح بمحاكمة الإبداع والفكر بعتاد ودواعي أبعد ما تكون عن الإبداع وحرية الفكر· وإن كان ما أذكره ليس إلا تنويها بما أصاب تلك الحقبة من اشتعلات وانطفاءات وهو تنويه لا ينفي بل ربما يؤجج الحاجة البحثية لمراجعة ذلك التراجع وتأثيراته فيما بعد على ماحصدته الساحة الاجتماعية والسياسية من موجات التطرف والعنف مطلع الألفية الثالثة· إذ لا زالت أسباب ظهور ذلك المد الإبداعي والثقافي ودواعي تراجعه السريع ومراوحته فيما بعد تلح بالسؤال وتتطلب بحثا وإجاباتا تحليلية ليس مكانها هذه الشهادة الشخصية·

Pages