كتاب " أسرار" ، تاليف سليمان سليم التلاحمة ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب أسرار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تمهَّل ... أمامك عاشق
تخيَّل أنك ترسم طريقاً من الزهور؛ لتقدمها لمن تحب وفجأة..... تجده أمامك يتكلم عنك، يوجه كلاماً كأنه سهام تمزق فؤادك، وتكون ردة فعلك أنك تقف على شفا جرف تنتظر هبوب الرياح حتى تسقط إلى أسفل الوادي، وتكون الرياح والأشواق هي القاتل، ولكنك تعلم أنك من قتل نفسه، هذا هو الانتحار وهذا هو العذاب الحقيقي.
ليس من الخطأ أن تقابل من تحب بابتسامة، ولكن من الخطأ أن تبتسم في وجهه وهو لا يدرك أنك تحبه، ومن الخطأ أن تقابله ولا تعترف له بذلك، هذه ليست حقيقة علمية ولكنها قصة واقعية.
لن تعود الأيام إلى الخلف لكي تصلح الخطأ في حياتنا، كنت صادقاً في معاملتي ولكنني أخفيت حبي لها، فلم أكن أعلم ما هو الحب، تمنيت أن أجده وكنت أظن أن الحب هو أن تكلم فتاة ليس إلا....... أتعلمون كيف؟
مثلاً أن تلقي عليها التحية وتسألها عن الحال وعن دراستها وعما تفعله في كل يوم، لم أدرك معنى الحب، كانت غيرتها شديدة ولكن ما من جدوى، فقد كنتُ أظن أن ردة فعلها هي أن الأخرى هي فتاة سيئة إلى حدٍّ ما، لم أكن أبالي بتصرفاتها لأن معاملتي كانت واحدة مع الجميع، لا تتعجبوا من ذلك، فأنا وبصدق لم أكن أعلم كيف يكون الحب وما هي الغيرة، كثيراً ما كانت تراني وأنا أيضاً كذلك؛ ولكن كانت طفولتي بين عيوني، أكتب وأنا مدرك لما أتحدث عنه، في الحقيقة كنت صافي القلب محباً ومرحاً، أعشق السخرية والضحك،
أرسم البسمة على قلوب الجميع ولكن.. ها أنا الآن أقف وأنا حائر، وأسير كالغريب في هذه الحياة، أخرج وكأنني لا أعرف فيها أحداً، ابتسامتي أرسمها من القهر والألم، أسير بلا توقف، لديَّ حب أبحث عنه ولا أجده، أضعت نفسي وأنا أبحث عنه، تشتَّت تفكيري ولم أعد أدري ما أفعل، أريدها أريد أن أخبرها بحبي لها، أريد أن أراها، هل من مجيب؟؟ هل تسمعين ندائي؟؟ أريد أن أكون بقربها، وأريد أن أمتلكها وأحميها من هذا العالم المجنون، صورتها لا تغيب عن خاطري، أحببتها بصدق ولكن بعد فوات الأوان.. بعد رحيلها، لم أفصح لها عن حبي رغم أنها أعطتني العديد من الفرص.
انتظرَتني طويلاً في ذلك المكان، كانت تنتظرني بشوق و بلهفة وبحب، وأنا أجلس أمامها وأريد أن أعاتب فحسب، كنت أنظر إليها من حين لآخر، لم أدرك حبها لي، كنت أظن أنها تنتظر من يؤنس وحدتها وجلستها، فكنت في المكان أنتظر من سيكون ذلك الشخص، هي من تنتظر من تحب، مرت ساعتان ولم يأتِ أحد، أصبح المكان خالياً من الناس، وبدأت أفكر.. أين هو ذلك العاشق المجهول الذي ما زالت تنتظره، على ما يبدو أنه أخلف وعده، ربما لا أدري سوف أنتظر، وبعد وقت قصير حملت حقيبتها لتغادر المكان، توجهت نحوها، وقفت أمامها، وكنت لها معاتباً، وبأسلوب جارح نظرت إلى عينيَّ ودموعها بدأت تنساب على وجهها، وقالت: انتظرت طويلاً حتى أسمع منكَ غير هذا الكلام !!
ومنذ ذلك اليوم وأنا ألون فرحتي بألوان الحزن والعذاب والبعد، كانت تنتظر مني أن أفصح لها عن حبي، كانت تنتظر من أحبتْ بصدق، ولكنه كان مغفلاً، كان أحمق وكان طفلاً، لا يعرف ما هو الحب، ماذا فعلت بقلبها ؟؟ ماذا أفعل من أجل جرح كهذا ؟؟ ماذا أفعل من أجلها ؟؟
غادرتِ المكان باكية، ولكن أنا من كان السبب في ذلك، لم أقصد أن أجرحها، ولكن من الغباء أن تقتل الحب بيديكَ، وتسحق مشاعر الآخرين دون أن تعلم، ابتعدتْ كثيراً عني ولم أدرِ ماذا أفعل من أجلها، فما منعني من الوصول إليها أنها ارتدت ثوب الفرحِ والجراحُ تملأ قلبها، يا إلهي كم كنت غبياً.. لأنني كنت بالنسبة إليها كل الحب وكل معانيه، وأنا لا أعلم بذلك.