You are here

قراءة كتاب متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

كتاب " متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي " ، تأليف عمر سليم عبد القادر التل ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2009.
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5

شهد القرن السادس الهجري نضوج التصوف من حيث هو حركة اجتماعية كان لها أثرها الواضح في مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية في بغداد.

وقبل ذلك كان التصوف قد تلقى دفعة قوية من وزير السلطنة السلجوقية نظام الملك في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري ضمن توجه السلطنة لإحياء المذاهب السنية لمواجهة الفاطميين.

وبعد زوال الهيمنة السلجوقية على بغداد في أواخر النصف الأول من القرن السادس الهجري واصل الخلفاء العباسيون تبنيهم للتصوف نظراً لسعة انتشاره بين الناس ولتأثيره في حياتهم وربما أيضاً لقدرته على التخفيف من غلواء الخلافات المذهبية.

إن دراسة متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري تمهد لفهم حركة التصوف وتطوراتها في القرون التالية في مختلف بلاد الإسلام، كما يمهد لفهم الدور الذي قاموا به سواء في البلاد المجاورة أو البعيدة عن بغداد، ويزيد من أهمية الدارسة ما يمكن ان يقال من أن التصوف صبغ المجتمعات الاسلامية عامة بصبغته الخاصة ولمدة غير قصيرة.

لم يحظ موضوع الدارسة باهتمام كافٍ من قبل الباحثين المعاصرين سواءً من العرب أو غيرهم، بل ربما لم يكرس احد منهم بحثاً وافياً لهذا الموضوع أصلاً. إن أكثر الدراسات السابقة عن التصوف نادراً ما تصل إلى القرن السادس الهجري، وإن وصلت فإنها غالباً ما تركز اهتمامها على معالجة ما أطلق عليه تسمية "التصوف الفلسفي" الذي كان له رواجه خارج بغداد، وذلك رغم أهمية دراسة التصوف البغدادي في تلك الفترة نظراً لكونها فترة تكوين لأهم المؤسسات الصوفية التي ظهرت لاحقاً، أعني الطرق الصوفية، وقد كان للمستشرقين دور هام في توجيه البحوث نحو التصوف الفلسفي وذلك على حساب الاهتمام بالتصوف البغدادي. وبالتالي، فإن أبرز ما يميز هذا البحث عن الدراسات السابقة تركيزه على متصوفة بغداد.

حاولت هذه الدراسة أن تجيب على عدد من الأسئلة حول متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري: كيف اختلف التصوف البغدادي في القرن السادس الهجري عنه في الفترة السابقة، وما هي أبرز ملامح الاستمرار فيه؟ من هم أبرز شيوخ التصوف البغدادي وتلاميذهم وخلفياتهم وعلاقاتهم الرسمية والشعبية؟ وما طبيعة ودور المؤسسات التي انتظمت عملهم في بغداد؟ وما هي مواصفات الخطاب الصوفي في الفترة محل البحث، وكيف اختلف خطابهم عن خطاب الفقهاء؟ ثم ما هو الدور الاجتماعي الذي اضطلعوا به من خلال علاقاتهم مع فئات المجتمع البغدادي؟ وقد يجد القارئ في مجمل البحث إجابة على مسألة ما إذا كان التصوف هروباً من الواقع المعاش في بغداد أم محاولة لحل مشكلاته.

Pages