You are here

قراءة كتاب الموقف والقرار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الموقف والقرار

الموقف والقرار

كتاب " الموقف والقرار " ، تأليف جورج سكاف ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
هذا الكتاب يختصر مرحلة هامة من تاريخ لبنان.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

"حروب الآخرين" على الساحة اللبنانية كانت قد تجاوزت السنتين، منذ ان بدأت الفصائل الفلسطينية والحركة الوطنية على مختلف تنظيماتها المحلية، تستهدف الدولة اللبنانية في مختلف مؤسساتها الشرعية، السياسية والامنية. إذاك أدرك العالم بدوله الكبرى ومؤسساته الدولية، وادركت دول المنطقة وبخاصة الجامعة العربية أن الوضع في لبنان اصبح يشكل خطراً متفجراً قد يحرق الجميع، فعمدت إلى المساعي الحميدة عبر إرسال وفود متعددة ومختلفة لاحتواء وتهدئة أي جهة من الجهات، فتتوصل إلى قرارات بوقف إطلاق النار لا تصمد أكثر من مدة الوقت اللازم لاعلان القرار ونشره، فنافت القرارات الدولية والعربية والمحلية بوقف القتال على عدد الجبهات وعدد الفصائل والتنظيمات المتقاتلة، حتى كانت شبه هدنة مسلحة بحل سياسي يقضي باستباق موعد انتخاب رئيس الجمهورية ليكون في الانتقال إلى عهد جديد نهاية للحرب في لبنان، أو أقله نهاية النزاع السياسي الداخلي بفصله عن المشاكل الملتبسة مع خروج منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق القاهرة وصراع مختلف فصائلها مع الأنظمة العربية ومحاولة تصفية حساباتها فيما بينها وارسال الرسائل إلى العواصم العربية، عبر اثبات الوجود وتسجيل النقاط على الساحة اللبنانية.

كانت هذه الفترة الانتقالية بين عهد وعهد من أدق المراحل في تاريخ الحروب المتعددة المشارب والمذاهب والمصالح والاهداف على الساحة اللبنانية، وقد نالت من هيبة الدولة ومن وجودها وشرعيتها التي انحسرت إلى أقل حدودها سياسياً، وإلى تعطيل كل مؤسساتها عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً. فكان على العهد الجديد، عندما يتسلم الحكم، أن يعيد بناء الدولة وتوحيدها مؤسسة مؤسسة، ودائرة دائرة، وكذلك بناء الثقة بين الفئات والأحزاب والتجمعات فئة فئة، ومرجعاً مرجعاً، سواء أكان زعيماً سياسياً أم مرجعاً طائفياً، أم تنظيماً مسلحاً... فكان لكل خطوة انعكاسها السلبي من جهة والايجابي من جهة أخرى. ولكل فعل ردود فعل متنوعة ومختلفة، تزول كل مفاعيله عند حصول أمر جديد.

وقبيل نهاية العهد بأسبوع وبداية العهد الجديد، وفيما الاشتباكات على أشدها لتحسين المواقع العسكرية تحسباً وتحسيناً لمواقع سياسية مقبلة، قام الرئيس فرنجية بخطوة سياسية تسهيلاً لتسلم الرئيس الجديد مهامه، أتبعها بخطوة دستورية غير منتظرة بإجراء تعديل وزاري، يحد من الموقف السلبي لرئيس الحكومة إزاء الرئاسة الاولى، ويتيح للحكومة المنقوصة باستقالة وزير أن تكتمل وتقوم بتصريف الأعمال حتى تأليف حكومة العهد الجديد التي لن تكون سهلة وسريعة نظراً إلى تشابك الأوضاع. وإذ بهذه الخطوة تحدث ثورة سياسية بيضاء، طغت على كل الأحداث المتسارعة، وإذ بصحافي كان يراقب الأحداث دون تحيز وبعيداً عن الانغماس بمشاكلها باستقلالية كاملة يجد نفسه في قلب المعمعة، من اجل مصلحة الوطن والمواطن. وأهمية هذه الخطوة أنها المرة الأولى التي يستعمل فيها رئيس الجمهورية صلاحياته الدستورية التى تنص على "تعيين الوزراء وتسمية الرئيس منهم " إذ إن العرف الذي بات تقليداً قضى بأن يُسمى رئيس الحكومة بعد استشارات نيابية، وأن يتم تأليف الحكومة بالتوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، عدا مرة واحدة استعمل فيها رئيس الجمهورية هذا الحق الدستوري بإقالة وزير من الحكومة، وفي هذه المرة بتعيين وزير جديد من دون استشارة أو أخذ موافقة رئيس الحكومة، وإعادة توزيع كل الحقائب الوزارية على رئيس الحكومة وسائر الوزراء.

Pages