قراءة كتاب العرب خارج عروبتهم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العرب خارج عروبتهم

العرب خارج عروبتهم

كتاب " العرب خارج عروبتهم " ، تأليف طلال سلمان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

في أي حال لا يمكن الاعتراض على وصول الإسلاميين، والإخوان تحديداً، إلى السلطة طالما إن ذلك يتم عبر صناديق الاقتراع، وبمعزل عن إفادتهم المؤكدة من «الحياد المريب» للجيش الذي كاد يضبط متلبساً بالتواطؤ في مصر خاصة، وبنسبة أقل في تونس.

لكن عدائيتهم المبدئية للهوية العربية للبلاد التي اقتربوا من سدة الحكم فيها سوف تأخذهم عبر المجاهرة بالحرص على الصداقة مع الولايات المتحدة الاميركية التي كان وسيبقى عنوانها إسرائيلياً، لا يمكن أن تطمئن لا الشعب في مصر أو في الأقطار العربية الأخرى إلى أن بعض ثمن هذه السلطة قد دفعها أبناؤهم من دمائهم إنقاذاً لهوية بلادهم وحقها في بناء دولة منيعة على أعدائها وقادرة على تأمين مسيرتها إلى التقدم والعمران.

ليس الموقف من إسرائيل بنداً سياسياً تفصيلياً في خطة أي تنظيم أو حزب إسلامي أو علماني يقدم نفسه كمشروع كسلطة مؤهلة وقادرة على الإنجاز في ظل نزول الشعب إلى «الميدان».

إن الموقف من إسرائيل هو الأساس لأي حكم وطني، حقاً في أي بلد عربي من أقصى المغرب إلى أدنى المشرق.

هو الأساس في السياسة الخارجية ومدى الارتباط بمشروع الهيمنة الاميركية على الإرادة والقرار.

وهو الأساس في السياسة الداخلية التي تهدف إلى حماية كرامة الوطن ومواطنيه وحقهم في بناء دولته القوية والقادرة، المنيعة على أعدائها، والمجسدة إرادة شعبها وقدراته لبناء مستقبلها الأفضل.

ان إسرائيل مشروع استعماري - صهيوني معاد في أساس إعداده ثم في خطة إقامته على ارض فلسطين، للأمة العربية جميعاً، وبأقطارها كافة، بمسلميها ومسيحييها، بأكثريتها والأقليات فيها.

إنه البديل عن «الدولة» في هذه الأرض الممتدة ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي، بكل ثرواتها وطاقاتها وحقوق أهلها فيها.

هل من الضروري الإشارة إلى أن التركيز على حكم الشريعة خطر على وحدة الأمة عموماً، ووحدة الشعب في كل قطر.. لأنه يتجاوز السياسة إلى العقيدة الإيمانية. وقبل الحديث عن غير المسلمين من الأمة فإن بعض الأصوليات الإسلامية يأخذها الحول إلى استعداء اكثريات إسلامية (من السنة قبل الشيعة)، ومن ثم إلى تقسيم المسلمين أنفسهم ودفعهم إلى مواجهة بعضهم البعض، بما يذهب بوحدة الشعب، ثم بمشروع الدولة العصرية المؤهلة والقادرة على تحقيق أهداف «الميدان» وهي باختصار: إعادة بناء غد أفضل للإنسان العربي في مختلف بلاده... والوحدة الوطنية هي شرط التقدم نحو إنجاز الهوية، والعروبة في أساس الوحدة الوطنية وليست خارجها!.

ومن اقترب من الصلح مع إسرائيل، أو صمت عن هذا الانحراف، إنما يمهد لنقل الحرب إلى الجبهة الداخلية، بالفتنة.

وبعض ما قاله إسلاميون صاروا في السلطة أو بقربها من المصريين والتوانسة في منتدى دافوس يصب مزيداً من المياه في طاحونة الفتنة.. لحساب إسرائيل... وهكذا تبين ان لا خلاف بين إسلام ناطق بالفرنسية أو إسلام ناطق بالإنكليزية مع الإسلام الناطق بلغة قريش!.

.. اما «الطاغية» حسني مبارك فما زال يتمتع بكل امتيازات الرئيس - ولو نائماً في الطائرة الخاصة التي يستخدمها يومياً، تقريباً، في التنقل من المستشفى الملكي إلى المحاكمة - خارج الموضوع، والتي لا تبدو لها نهاية واضحة إلا في زيادة الانقسام الداخلي.

1/2/2012

Pages