You are here

قراءة كتاب الدراما النسائية في المسرح العربي الحديث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدراما النسائية في المسرح العربي الحديث

الدراما النسائية في المسرح العربي الحديث

كتاب " الدراما النسائية في المسرح العربي الحديث  " ، تأليف رؤذان أنور مدحت ، والذي صد عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 5

المرأة و الدراما

المسرح رسالة هادفة يعبر عن المجتمع بكل أشكاله، الاجتماعية و الانسانية. و نشأت عن بعض الطقوس الدينية و الاحتفلات الشعبية، و كان الانسان البدائي يؤدي الرقصات، و هذه الرقصات كانت بمثابة هذه الطقوس الدينية التي من خلالها يتحدث الى آلهته لكن بلغة الحركة. ([1])

منذ بداية حس الانسان بما يدور خارجه، و ارتبط به ارتباطاً روحياً وثيقاً. و بعد أن تعرف الانسان ما حوله و أوّلَ الظواهر الطبيعية تاويلاً أسطورياً و وضع لكل هذه الظواهر الهاً خاصاً، و حاول أن يكسب رضاه بطرق شتى، و وضع الأناشيد و الطقوس الخاصة لكل اله من الآلهة.

كانت تلك الطقوس بمثابة عبادةٍ جماعية، و بعد مرور زمن على هذه المظاهر، تطورت الطقوس فأصبحت محاكاة و تمثيلاً للطقوس نفسها، و هذه المحاكاة كانت بدايات الفن المسرحي، التي مادتها الخام الدين، أو تمثيل العلاقة الروحية بين الاله و البشر. لقد ((وجد الانسان الأول في فن المسرح تجسيداً لكافة الظواهر الطبيعية التي يسعى الى فهمها و السيطرة عليها اذ أتاح له المسرح فرصة التفكير فيها، و تفسيرها، و كشف له عن مكنوناتها بشكل حسي، و جمالي، الأمر الذي أضفى على الفن المسرحي منذ البداية ذلك الطابع الاجتماعي في جوهره و وظيفته، عندما ساعد الانسان في تحويل الحياة التي يعيشها الى فن، و ذلك عن طريق المحاكاة التي اعتبرها "أرسطو" غريزة متأصلة في البشر))([2]). و المهم أن البشر هم الذين يحاكون و هم من جنسين الذكر والأنثى، و الأهم أنه لا وجود لتطور جنس دون الآخر، و معظم الآراء تؤكد لنا أن المسرح نشأ من الطقوس الدينية و الاجتماعية، فاذن الجنسان متشاركين في هذه النشأة، و هذا شىء طبيعي، لكن التوازن الطبيعي يختل بعد زمن، حيث نرى ركناً أساسياً من أركان المجتمع يختفي دوره في تطوير و استمرارية الدراما، أعني (الأنثى)، فالذكر هو صانع الدراما و لا وجود للأنثى الاّ ضمن الموضوعات أو بالاسم، فالذكر يملك ذمام كل شىء في الدراما تأليفاً و عرضاً و أداءً و اخراجاً... . لكن المرأة كانت في النصوص فحسب أي شخصية مرسومة في المسرحية، و هكذا كان وجودها بالاسم فحسب.

يكتبون في نصوصهم عن الحياة التي تتمحور حول البشر، و البشر جنسان، و أدوار النساء القائمة في النص، يؤديها الرجل، و مرّ زمن طويل لم يكن مسموحاً للأنثى منه بمشاهدة المسرحيات.

وبهذا سُلب حق المرأة بمشاهدة كيفية تصورها من قبل الجنس الآخر. فصوروها و تحدثوا بلسانها و صفقوا لأنفسهم بسبب نجاحهم، الذي نسبوه لأنفسهم و بذلك أصبحوا هم الذين يخلقون الأنثى. و ليس من حقها مشاهدة كيفية خلقها .

و الأنثى تتحمل كل تلك الضغوطات، و نسوا أن المرأة بعلة جنسها أدرى، و هي القادرة على تصوير نفسها و معالجة علاتها، و ليس الرجال([3]) الذين هم سبب علاتها، لكنها حتى لو كانت خزانة ملابس و خزن فيها الكثير لأنكسرت و خرج منها كل ما خزنت.

و الآن من حقها أن تنفجر لأنها حُملت فوق طاقتها بكثير، و الانفجار يكون بسبب أن الرجل لم يفكر فيما تريده الأنثى، بل فكّر بما يريده هو فحسب، لذلك لن تنجح الفرضية، وعلى الأنثى تصحيح الفرضية لكي لا يختل الميزان و ينقلب كل الفرضيات.

فانفجرت و طلبت عتق لسانها و يديها، و طلبت أن تؤدي واجباتها الانسانية نداً للرجل في المجتمع، التي هي من حقها الانساني، و هنا بدأ الصدام و الصراع الحقيقي بينها و بين الرجل، و الصراع كان بالقلم و الفكر و بتعبير ما استطاعت البوح به جهراً، خوفاً من قتلها و عدم سماعها، فأصبحت لدى الأنثى عقدة التعبير، و عقدة التميّز، فهي ينبغي أن تكون متميزة، لكي يُسمع صوتها.

Pages