كتاب " الشاطر مرسي " ، تأليف مصطفى فتحي ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب الشاطر مرسي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الشاطر مرسي
حريات التنظيم السري للإخوان
لا يمكنني القول أنني مصدوم من الانتهاكات المروعة للتنظيم السري للإخوان تجاه حرية الصحافة والإعلام، فأدبيات الإخوان وأداؤهم قبل الثورة يؤدي إلى ما يفعلونه الآن. ربما المفاجأة تأتي فقط من التسارع ومن العدد الكبير من الانتهاكات.
لكن لماذا يفعل التنظيم السري للإخوان ذلك؟
ليس لأنهم مجموعة من الأشرار، ولكن لأنهم أصحاب مشروع إلهي، أي أنهم ليسوا أصحاب مشروع سياسي بشري يمكننا الاختلاف حوله، بل ومن الممكن أن يقبلوا الاختلاف حوله مثل أي سياسيين. لكنهم ممثلون للإسلام، أي أنهم ممثلو الله، جلَّ علاه، على الأرض. فكيف لمن يؤمن بذلك أن يؤمن بالاختلاف، وأنه لا توجد حقيقة مطلقة؟ هم يؤمنون بأن المختلفين معهم كفرة؛ لأنهم لا يختلفون مع بشر، ولكن مع ممثلين لـ"الله" وللإسلام. ومن ثم فهم كفرة يستحقون ما يحدث لهم، سواء كانت سجنًا أو تعذيبًا أو قتلاً ... إلخ.
إذا كان الإخواني رحيمًا بك، فهو يتمنى لك الهداية، وليس إدارة نقاش جادّ قد يتراجع فيه عن بعض الأشياء ويكسب بعض الأشياء.
في هذا السياق لابد ألا يفهموا أن وظيفة الصحافة والإعلام هي إخبار المجتمع بما يحدث. وحق المعرفة، بما فيها معرفة الآراء حق أساسي من حقوق الإنسان. ولكن الوظيفة الوحيدة المسموح بها للصحافة في زمن الإخوان أن تكون إعلانًا عن مشروعهم الإلهي، لذلك من المستحيل أن يفهموا أنه أمر عادي أن يتم انتقادهم بقسوة وعنف، وأمر عادي أن يتم حتى التحريض ضدهم.
صحيح أن الصحافة والإعلام كانت دائمًا ضحية للأنظمة الاستبدادية، لكن الصحيح أيضًا أنها تتعرض لمجازر أبشع في ظل الأنظمة الديكتاتورية العقائدية. والعقائدية هنا يمكن أن تكون دينًا أو أيديولوجيا. أي عقيدة فوق البشر. فهكذا كانت أنظمة الحكم ذات الخلفية القومية والشيوعية والعنصرية، مثل هتلر وجنوب إفريقيا، والدينية مثل إيران والسودان وأفغانستان.
هكذا سيكون الحال في زمن الإخوان، فهم لن يتراجعوا عن ذبح الصحافة والصحفيين والإعلام والإعلاميين حتى يمكنهم الحكم كما يتصورون وهم "مرتاحون" من هذا الصداع.
هذا الكتاب هو محاولة جادة لتوثيق الانتهاكات المروعة في عهد أول رئيس مصري منتخب خلال عشرة أشهر فقط... حتى لا ننسى.
سعيد شعيب
مدير مركز صحفيون متحدون