You are here

قراءة كتاب قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة

قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة

كتاب " قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة " ، تأليف د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 7

البرامج والأنشطة الحديثة في منهج رياض الأطفال

إن برامج رياض الأطفال النابعة من المنهج يجب أن تقدم للأطفال وفقاً لحاجات ومتطلبات نموهم. وهذا ليس بسبب الدور الذي تلعبه التنمية العاطفية والاجتماعية حول قدرة الطفل للتعلم وأهمية تعزيز مهارات التعلم المبكر للأطفال في مختلف المجالات فحسب، ولكن أيضاً بسبب الفوائد الاقتصادية التي تجنى جراء الجودة العالية في تعليم أطفال ما قبل المدرسة في المجال العاطفي والاجتماعي والأكاديمي.(Frede and Ackorman,2007) ولذلك فإن المنهج الواحد قد لا يغطي الأبعاد المختلفة لعملية التعلم والتعليم بضمنها الموضوعات الأكاديمية التقليدية، وكذلك لغة الأطفال، وقدراتهم العقلية ومجالات نموهم البدني والاجتماعي. فالمنهج الجيد يجب أن يغطي كل الأمور الأساسية ويركز على تنمية اللغة لدى الأطفال وإكسابهم مهارات استخدام المصطلحات الجديدة، فالأطفال يستطيعون جمع الكلمات تماماً كما يجمعون الأشياء.(Diamond, 2001) ولذلك يجب أن يشتمل المنهج على تعليم اللغة للأطفال عن طريق التفاعل ذي المعنى والذي يحدث بين الأطفال بعضهم البعض، وبين الأطفال ومعلمتهم.

ويشير علماء نفس النمو إلى أن التعلم من خلال بعد واحد يعتمد بشكل كبير على الأبعاد الأخرى. ولذلك فإن المنظمات الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية، وخبراء تخطيط المناهج، نادوا بأهمية المنهج الشامل الذي يركز على تعليم الطفل ككل من خلال جميع الأبعاد وبدون فصل المواد عن بعضها. فمنهج رياض الأطفال يجب أن يكون شاملاً ومتداخلاً ومتكاملاً. إن الطريقة الشائعة في منهج رياض الأطفال الحديث هي استخدام المنهج القائم على الموضوع أو على العنوان (Theme- based curricula) واستخدام المنهج القائم على العنوان/الموضوع يتيح للأطفال فرصة التفكير في عنوان معين بشكل واسع: مثال: (كلمة حي) فهي تتيح الفرصة للأطفال لتعداد الأشياء الحية، والأشياء غير الحية، والتمييز بينها أو (كيف ننمو؟) مثل هذه الموضوعات الواسعة تدفع الأطفال إلى البحث والسؤال، والمناقشة، والتفكير المبدع. ويمكن أن يسمى الموضوع المراد البحث عنه، والتحدث حوله، والتعلم عنه بواسطة المنهج أو بواسطة النشاطات، أو من قبل المعلمة التي يمكنها العمل مع الأطفال حول موضوع معين.هذا ومن الضروري أن تؤخذ أعمار الأطفال بعين الاعتبار عند وضع المنهج، فأطفال الثلاث سنوات يختلفون عن أطفال الأربع سنوات، وأطفال الأربع سنوات يختلفون عن أطفال الخمس سنوات، ولذلك فإن الخدمات التي تقدم لكل عمر في مرحلة الروضة يجب أن تختلف باختلاف أعمار الأطفال، ومراحل نموهم وقدراتهم وحاجاتهم. وتتحدد الأهمية في بناء مناهج رياض الأطفال على مجموعة من الأنشطة والوسائل التي تقوم عليها عملية إعداد الطفل لمرحلة ما بعد رياض الأطفال،
أما ميادين النشاط التي تعنى بها مناهج رياض الأطفال فتلخص بالآتي:
(كفافي وآخرون،2003)

1- النشاطات البدنية Physical Activities

تقوم هذه النشاطات على أساس التنمية الشاملة للطفل من خلال مرونة نموه الخاص، وتنشيط عمل وظائفه العضوية، وتربيته البدنية التي تساعد في تنمية بنيانه إلى ما بعد مرحلة رياض الأطفال ولكي يكون النشاط البدني مراعياً لحاجات الطفل، فإنه يجب أن يكون شاملاً، ووظيفياً أي ميسراً لتدريب الوظائف الجسدية على الاستجابات لحاجات معينة،
وأن يكون منسجماً مع النمو الخاص لكل طفل، ومفصلاً على قدر حاجاته، وموجهاً لكل طفل لمساعدته على النمو وكشف حاجاته، ونقاط الضعف لديه لتذليلها. وأن يكون مساعداً على التطبيع الاجتماعي للطفل بحيث يدفعه إلى اكتشاف الآخر واحترامه وقبول العمل الجماعي المشترك.

2- نشاطات التعبير والتواصل Communication Activities

إن طفل الروضة يحتاج إلى صقل قدرته على التعبير والتواصل مع الآخرين، وذلك بتشجيعه على التحدث والسؤال والتعبير عن نفسه لفظياً أو جسدياً، والانتباه إلى نبرات الصوت، واكتساب مهارات الحديث غير اللفظي الذي يصدر من الآخرين، وتعلم مهارات الإنصات والاستماع بتركيز، ولذلك فهو بحاجة إلى العديد من النشاطات التي تساعده على التعبير والتواصل، كالأعمال المسرحية، وتمثيل الأدوار، وحل الألغاز والإنشاد، وحفظ الأناشيد المناسبة، وسرد القصص من قبل المعلمة وسؤال الطفل لإعادة سرد القصة أو وضع نهاية لها، ومشاهدة الأفلام وتحليلها ووصف وقائعها، والرحلات لزيارة بعض الأماكن التي تشجع الطفل على الحديث والسؤال كزيارة المتاحف، أو زيارة حديقة الحيوانات،وعمل المشروعات الصغيرة بشكل جماعي كإعداد وجبة طعام بسيطة، أو إعداد مائدة الغداء، واستخدام الكتب المصورة بعرضها على الأطفال والطلب منهم توضيح كل صورة أو ربط كل صورة بحدث معين. إن التعبير اللفظي هو عمل، إنه يعني كيفية إعطاء معان للأشياء، وهو في طبيعته عمل فردي واجتماعي، وإن إحدى الوظائف الأولية للغة هو إعطاء معنى للخبرة التي يمر بها الفرد. فعندما يتكلم الأطفال، فإنهم يعكسون مظاهر نموهم، فالطفل يتحدث أحياناً مع نفسه خلال النشاطات التي يمارسها وبذلك فهو يتعلم أكثر عن نفسه وعن العالم المحيط به. وهو يعبر عن نفسه وعن شعوره عن طريق التحدث مع الأطفال الآخرين أو مع الكبار، من خلال اللغة ومن خلال وسائل أخرى، ولذلك يتوجب على المعلمة إبداع عدة طرق يتحدث من خلالها الأطفال داخل أو خارج حجرة الدراسة وذلك لتنمية قدراتهم على التعبير والتواصل (Diamond,2011) ومن النشاطات المحفزة للأطفال على التعبير عن أنفسهم تلك التجربة التي طبقتها الكاتبة على مجموعة من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، فكانت في أول يوم للدوام من كل أسبوع تفتتح اليوم بإعطاء الأطفال بضعة دقائق ليغمضوا أعينهم ويتخيلوا بأنهم يحلمون، وبعدها تفسح المجال لكل طفل لأن يخبرها ويخبر مجموعة الأطفال عن حلمه الذي رآه في المنام التخيلي، وكان الأطفال يبدعون بتصوير أحلامهم فكان كل طفل يعبر عما في داخله بشكل حلم رآه فيشتكي، ويطرح آماله ومشاكله، ورغباته، وطموحاته، ومعاناته في البيت من أخيه الصغير، ويعطي صورة واضحة عما يدور في ذهنه، وكان الأطفال لدى ممارستهم لذلك النشاط يشعرون بالمتعة والسعادة وهم يعبرون عن أنفسهم ويسمعون أحلام الآخرين، فيضحكون ويعلقون ويتحدثون بطلاقة، ويسألون ويبادرون، وبذلك تتفتح أذهانهم، وتتزايد قدراتهم في الحديث والتعبير والتواصل
والمناقشة والتفاعل.

Pages