You are here

قراءة كتاب نزار قباني حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نزار قباني حياته وشعره

نزار قباني حياته وشعره

كان الشعر وما زال واحداً من أسس حياتنا الفكرية، وكان للعرب إسهام عظيم في هذا المجال، فقد أنجبت الأمة العربية أعداداً ضخمة من الشعراء الذين كانوا يحظون بتقدير بالغ في مجتمعاتهم لأن الشاعر هو إذاعة لقبيلته كما كان سابقاً لذلك كانت القبائل تبتهج كثيراً عندما ي

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
شخصيته
 
كان للواقع الأسري، وللعاملين الاجتماعي والسياسي أكبر الأثر في تكوين شخصية نزار قباني الأدبية والشعرية، فبين الطفولة والكهولة محطات عائلية وجامعية ودبلوماسية أحسن الشاعر التنقل بينها وكان في كل انتقال يكتسب خبرة، ويزداد نضوجاً، وتجري في عروقه دماء جديدة(1).
في إطار الأسرة انعكست علاقة نزار الحميمة بأمه على شعره، وكافة مظاهر سلوكه، فهو في معظم قصائده دائم الارتداد إليها، وعاجز عن الانفلات من تأثيرها(2).
«لقد ظلت علاقتي مع والدتي وشماً على جلدي، وأصابعي، وقصائدي، وما زلت للآن عاجزاً عن النجاة منها فعلاً حتى مع صفحة الكتاب علاقة أمومية، أنزل من رحم الورقة كما من رحم أمي»(3).
فإذا كان حضن الأم قد وفّر لنزار الطفل الحنان والدفء والأمان، فإن حضن الوطن قد وفر له في سن الرجولة الإحساس بالانتماء، وزرع فيه مشاعر العزة والكرامة، والمسؤولية الوطنية، لذلك نراه دائم الحنين في شعر إلى حضن أمه الحاني، وحضن دمشق التي أرضعته الحب والوفاء. فمع طيور أيلول العائدة كانت تضطرم في نفسه الرغبة بالعودة إليها حنيناً يرتد إلى رحم أمه:
عندما يأتي أيلول
أشعر برغبة قوية للعودة جنيناً إلى رحم أمومتك
حيث رائحة القرفة . . . واليانسون
وجوزة الطيب، والحليب المرقد،
ومربى النارنج والصابون النابلسي
عندما يأتي أيلول
أشعر برغبة طفولية قاهرة

Pages