You are here
قراءة كتاب ملفات ساخنة (1) حرب التحكم الآلي سلاح الحرب الخامس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تمهيد
تعتبر حرب التحكم الآلي بمثابة حرب جديدة ينضم ميدانها إلى ميدان الحروب البرية والبحرية والجوية والفضائية. وسوف نتطرق هنا إلى طبيعة هذه الحرب الخاصة، ومجالها، وسنقترح مصطلحات وتفسيرات جديدة لمصطلحات تقليدية،وسنستعرض الأحداث والاستعدادات التنظيمية في مجال حرب الحوسبة في إسرائيل والعالم.
تعمل الدول والجيوش المتطورة في العالم على زيادة معرفتها ونشاطاتها في مجال الحوسبة، والتي تعتبر بالنسبة لها مصدر قوة هائلة، وفي نفس الوقت نقطة ضعف. فعلى سبيل المثال فإن التجهيزات الحيوية لعمل الدولة – الكهرباء، الاتصال، المياه، المواصلات والمال وغيره- والتي يعتمد عليها هذا المجال، وشبكات القيادة وحرب التحكم الآلي العسكرية والتكنولوجية الحديثة المستخدمة في ميادين القتال العصرية رهن بهذا المجال أيضا.
ويمكننا أن نضيف إلى المجالات السابقة أيضا: أجهزة جمع المعلومات، إعداد وتصنيف وتحليل المعلومات، استغلال الأقمار الصناعية وميادين القتال، استخدام الآلات الحربية الخاصة، الدمج بين المجسات الحرارية الكاشفة للأهداف وبين وسائل الحرب في ميادين القتال وغيره.
هناك مميزات خاصة لمجال الحوسبة- مثله كمثل كل ميدان قتال- والتي تتيح فرصة العمل خلال أجزاء من الثانية ضد الأعداء على أبعاد هائلة جدا من الدولة ودون تعريض المقاتلين للأخطار. إن المزايا الخاصة المذكورة تجعل هذا المجال جذابا للحرب بما فيها خلال المراحل الواقعة بين الحروب التقليدية. ويمكننا أن نلاحظ المواجهات الدائرة في مجال الحوسبة – على غرار الهجمات التي شنتها روسيا على أستونيا عام 2007- وبين الحروب التي يعتبر فيها الهجوم في مجال الحوسبة بمثابة عامل في الحرب إلى جانب عوامل أخرى – مثل الهجمات التي شنتها روسيا على جورجيا عام 2008. كما أن بالإمكان التمييز بين الهجمات التي تجري في مجال الحوسبة – المساس بمنظومات الاتصالات والحاسوب- وبين استخدام هذا المجال كوسيلة من أجل المساس بأداء الأجهزة العاملة في المجالات المادية. فعلى سبيل المثال فإن الهجوم في مجال الحوسبة على المشروع النووي الإيراني الذي وقع عام 2009، والذي هاجم خلاله فيروس ستاكسنت التجهيزات النووية أكد قوة "الأسلحة" في هذا المجال، واعتبر هذا الهجوم بمثابة حدث أساسي في تطور هذا المجال بوصفه ميدان حرب.
إن عددا من أحداث الهجمات في مجال الحوسبة، والإجراءات التي تتخذها الدول في هذا المجال تؤكد على أن سباق التسلح في هذا المجال قد بدأ فعلا، وفي إطار هذا السباق أنشئت مكاتب وهيئات خلال السنوات القليلة الماضية في دول مختلفة ممن تعمل على هذا المجال بوصفه ساحة حرب، وتمت بلورة إستراتيجيات عمل في الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا الصين وغيرها من الدول. ويبدو أن حرب التحكم الآلي ستحتل موقعا منذ الآن في كل حرب حديثة، هذا في الوقت الذي تقوم فيه تقديرات مانعة أمام الدول من خوض مثل هذه الحرب، مثل: الضبابية التي تلف نتائج هذه الحرب، والمخاطرة بالتعرض لهجومٍ مضاد في الوقت الذي لم تبن فيه مقدرة دفاعية كافية، هذا عداك عن أن الجهات الإرهابية قد تلجأ إلى خوض هذا المجال من أجل تنفيذ هجمات بعد أن تحصل على مقدرة يمكنها إلحاق أضرار جسيمة.