You are here

قراءة كتاب إستراتيجية المشاركة الجماهيرية في تخطيط المواقع والخدمات الترويحية السياحية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إستراتيجية المشاركة الجماهيرية في تخطيط المواقع والخدمات الترويحية السياحية

إستراتيجية المشاركة الجماهيرية في تخطيط المواقع والخدمات الترويحية السياحية

كتاب " إستراتيجية المشاركة الجماهيرية في تخطيط المواقع والخدمات الترويحية السياحية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

خامساً : وظائف الترويح السياحي :

يؤدي الترويح وظائف متنوعة للفرد والمجتمع وهي :

1- الوظيفة النفسية :

من الوظائف الأساسية التي ينبغي إن يحققها النشاط الترويحي حاجات نفسية، وهي إيجاد حالة التوازن النفسي والهدوء العصبي للفرد ،وإعطائه الفرصة للتعبير عن الذات بحرية ،والتنفيس عن الأنفعالات الحبيسة ،والإحساس بالبهجة والاطمئنان والراحة بعد إرهاق العمل وضغوط الحياة اليومية المعاصرة ،فالإنسان بحاجة إلى أنشطة وهوايات تنسجم مع ميوله ورغباته وقابلياته يمارسها طوعاً للتعبير عن ذاته وتحقيق رغباته بعيداً عن مجال عملة الذي غالباً ما يكون مفروضاً بشكل أو بأخر عليه ،وغير منسجم مع ميوله النفسية وقناعته الفكرية.

إن لكل فرد مقوماته النفسية التي وإن كانت مكتسبة في أغلب الأحيان إلا أنها تختلف من شخص لأخر ،وكما يحتاج الفرد إلى العمل لإثبات شخصيته من خلال الممارسات التي يزاولها وفقاً لرغباته وميوله ،وكم كانت فترات الترويح بعيداً عن المألوف من الأعمال والنشاطات بلسماً شافياً وعلاجاً ناجحاً لأمراض قد يقف الطب عاجزاً حيالها.

فقد أشار تقرير نقابة الأطباء الأمريكيين إلى أن البرامج الترويحية السياحية تؤدي إلى الإقلال من حالات التوتر العصبي والملل والاكتئاب النفسي والقلق ،وكذلك تؤدي دوراً في المساعدة على التخلص من الآثار المترتبة على حياة الميكنة التي يعاني منها الأفراد في هذا العصر ،وفي عصرنا هذا تم التوجه من قبل الباحثين والمختصين في علم النفس ،وفي التربية وفي علم الاجتماع والتربية الترويحية جهودهم لدراسة طبيعة العلاقة بين الترويح والصحة النفسية والعقلية للفرد ،للوصول إلى نتائج متقدمة من خلال إقامة نشاطات ترويحية تعالج الملل والقلق والاكتئاب النفسي والصراعات النفسية والإحباط النفسي ،ويرجع الاهتمام بذلك أيضاً أن الأنشطة الترويحية السياحية تساهم في اكتساب الفرد للخبرات وللمهارات، والأنماط المعرفية ،وتنمية الذوق والموهبة ،وتهيئ الفرص للإبداع والابتكار.

2- الوظيفة الاجتماعية :

إن للترويح السياحي بعداً اجتماعياً لا يمكن تجاهله ،فالعلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد خلال النشاط الترويحي تختلف بطبيعتها وفي نشأتها عن أي نوع من العلاقات التي تقوم بين الأفراد في المجتمع كالعلاقات الأسرية وعلاقات العمل ،فعلاقات الترويح علاقات اختيارية تقوم على تشابه الرغبات والميول وتقارب الاتجاهات والنزعات ،حيث أن الترويح السياحي يساعد على التفاعل والترابط والنضوج الاجتماعي ،كما أنه يسهم في تنمية روح التنافس الصحيح بين الأفراد ،وإزالة أو تخفيف الفوارق الطبقية والعرقية والدينية بين الأفراد والجماعة.

كما إن الترويح السياحي يساهم في رفع المستوى الاجتماعي ابتداءً من العائلة التي تعتبر عامل مهم في تطوير المجتمع باتجاه زيادة الإنتاج وتحقيق مستوى عالي من الصحة العامة ،وإن الترويح السياحي له وظائف وقائية وعلاجية هامة في الحد من الجريمة ولاتجاهات المنحرفة في المجتمع إذا تم التخطيط له ومراقبة تنفيذه بدقة ،حيث أن الكثير من الجرائم والأنحرافات تعزى إلى قلة فرص الترويح ومزاولة الألعاب الترويحية ،وتعود أسباب الأهتمام بالترويح السياحي في عصرنا هذا إلى كثرة حالات الأمراض العصبية والنفسية ،وكذلك سن التقاعد مما يؤدي إلى اعتزال العمل مما يساهم في وجود مساحة كبيرة من الفراغ ،كما إن إنخفاض ساعات العمل اليومي نتيجة لتقدم وإرتقاء وسائل الإنتاج وتكنلوجيته إدى إلى زيادة الفراغ ،فضلاً عن ذلك فنتيجة التطور التكنولوجي في القطاع الصناعي أصبح المصنع منشأه ضخمة ذات فضاء مغلق يضم الالاف من العمال ،مما أدى على اختفاء الرابطة الشخصية وترتب عليه في الوقت عينه صعوبة تكييف العامل وإنسجامه مع محيط عملة إلا عن طريق فعاليات الترويح ،كما إن تحول الكثير من المناطق المفتوحة والخضراء إلى أماكن سكنية مما أدى إلى قصور واضح في حجم وعدد المناطق الترويحية ،وفي ضوء ذلك تتحدد أهمية الترويح اجتماعياً بالنسبة للشخص والجماعة والمجتمع ،حيث ينمي السلوك الجمعي لدى الفرد من خلال تضامنه مع الجماعة وبالتالي يزيد من توحد الفرد والجماعة وتكاملها مع المجتمع.

Pages