You are here

قراءة كتاب الجيش العراقي بين خطورة السياسة وشح السلاح (1958-1921)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجيش العراقي بين خطورة السياسة وشح السلاح (1958-1921)

الجيش العراقي بين خطورة السياسة وشح السلاح (1958-1921)

كتاب " الجيش العراقي بين خطورة السياسة وشح السلاح (1958-1921) " ، تأليف د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

ب. ثورة العرب في الحجاز في عام 1916

كانت أقاويل الضباط العراقيين حول التحرر من الأجنبي يسمعها العثماني والإنجليزي. وإن أربعة قرون من هضّم حقوق العرب على يد موظفي الدولة العثمانية، قد ارهقتهم من جهة، وعزّزت من الشعور العربي القومي للتخلص من الظلم التركي.

تزامنت الإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطات العثمانية ضد الضباط العراقيين مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في آب عام 1914. فأخذ هؤلاء الضباط على حين غرة لأنهم لم تكن لديهم خطة للعمل. فوضعهم يمكن أن يكون فيه غموض. وعندما بات دخول الإمبراطورية العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا أكيداً، أرسل عزيز علي المصري تعليمات من مصر إلى أعضاء العهد القياديين أكد فيه ضرورة الوقوف إلى جانب تركيا([39]).

دخلت الإمبراطورية العثمانية الحرب ضد بريطانيا، في تشرين الثاني عام 1914 واضعة الضباط العراقيين في وضع حرج. فظهر بينهم رأيان متناقضان: نظر بعضهم إلى الحرب على إنها فرصة للاستقلال بعيداً عن الإمبراطورية العثمانية. أما الآخرون فرغبوا في القتال مع الجيش العثماني ضد البريطانيين، معتقدين بأن الأتراك ربما يعطون الاستقلال للبلدان العربية بعد الحرب([40]). في الحقيقة إن بعض الضباط العراقيين قاتلوا البريطانيين كضباط عثمانيين، محافظين على ولائهم للإمبراطورية.

قادت الأحداث بعض قادة الحركة العربية للاعتقاد أيضاً بأن الوقت ملائم جداً لنيل الاستقلال من الإمبراطورية العثمانية. فقد اتصل قادة العربية الفتاة([41]) وضباط آخرون الذين هم قادة جمعية العهد في سورية بالشريف حسين بن علي (أمير مكة) مقترحين عليه الثورة ضد الإمبراطورية. في هذا الوقت، كانت الاتحاد والترقي تحاول إضعاف موقع الشريف([42]).

أرسل الشريف حسين ابنه فيصل للقاء قادة الحركة القومية في سورية عام 1915 حيث عقد مباحثات مع قادة بارزين في الحركة([43]). كان بينهم ياسين الهاشمي الذي عبر عن استعداد الضباط والجنود العرب، الذين كانوا يؤلفون الأكثرية في الفرق العثمانية المرابطة في سورية، إجبار الأتراك على الانسحاب من سورية([44]). بدوره كشف الأمير فيصل عن المراسلات بين والده واللورد "كشنر"، وزير الحربية في الحكومة البريطانية، حول مستقبل استقلال العرب([45]). وعند عودة الأمير فيصل من إسطنبول أعطاهُ هؤلاء القادة مسوّدة أولية (بروتوكول) أعدوه بأنفسهم والتي رتبت خطة للثورة ضد الأتراك، ورسمت خطوط التعاون مع البريطانيين. ودعت الشريف حسين إلى إرسال رسالة شخصية إلى القاهرة في (14) تموز 1915، مشيراً فيها إلى شروطه في قيادة الثورة، وبدأ مفاوضاته مع البريطانيين.

بدا أن الظروف في سورية كانت قد تغيرت عندما رجع الأمير فيصل بن الشريف حسين إلى دمشق في كانون الأول 1915 للترتيب إلى الثورة. فبعض الفرق العربية في الجيش العثماني نُقلت إلى خارج سورية. كما أحرز الجيش العثماني انتصارات في "غاليبولي" و"كوت العمارة (في العراق) عام 1916 التي أثرت في الموقف في سورية([46]). إن اضطهاد الأتراك للقوميين العرب في سورية كان قد أوصلهم إلى صدور أحكام بحق الوطنيين بالإعدام في دمشق وبيروت. وفي مواجهة مثل هذه التطورات استبعد القيام بالثورة في سورية. فهي لابد أن تندلع من الحجاز. فاتفق الأمير فيصل ووالدهُ في مراسلات سرية على إن الحجاز هي قاعدة الثورة([47]).

Pages