You are here

قراءة كتاب دافيد بن جوريون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دافيد بن جوريون

دافيد بن جوريون

كتاب " دافيد بن جوريون " ، تأليف تهاني سلامة هلسة ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

التقديم

شخصية دخلت التاريخ رغما عني وعلى جثتي انا العربي، واصبحت من الشخصيات المشهورة في العالم لا لانها قوية وشجاعة بل لانني ضعيف وجاهل، "انا العربي"، وفقدتُ حكمة العقل، واستبدلت بدلا منها العاطفة المتعصبة العمياء والتي تؤدي الى هلاكي وفناء ابنائي، من اجل ان نعرف اين ضعفنا وجهلنا يكمن، علينا ان نتعرف على من اصبح اقوى منى واستغل ضعفي وجهلي لصالحه،"انا العربي"، من اجل المعرفة والبحث العلمي ندرس شخصية أعدائنا ومن قتلونا عبر التاريخ، من اجل الاجيال القادمة لكي تعرف كيف تدافع عن نفسها يجب ان نعرف اعداؤنا بشكل علمي وعقلي لا عاطفي، هذا ما تحدث عنه هذا الكتاب حين قدم شخصية ديفيد بن غوريون للقارىء العربي لكي يعرف مع من يتعامل ومن هو عدوه، وكيف سنقف امامه من اجل الانتصار والحياة الكريمة لنا نحن العرب.

لا ترجع شهرة ديفيد بن غوريون الى كونه أول رئيس وزراء إسرائيلي 1948-1953 فحسب بل لكونه واحد من المؤسسين الأوائل للكيان الصهيوني كدولة وقاد انتصارات عدة على جميع الاصعدة الداخلية والخارجية ادت الى تثبيت الكيان الصهيوني كدولة معترف بها كما هي علية اليوم.

عندما صدرت الطبعة الأولى (1968) من كتاب ديفيد بن غوريون، كنت طفلة لم اعرف أهمية هذا الكتاب، فيما بعد حين بدأت التدريس في الجامعة، وبدأ الكثير من طلبة التاريخ يتصلون بي للسؤال عن الكتاب، كنت اعتذر لعدم وجود أية نسخ لدى الكاتبة او لدى، ونتيجة السؤال الدائم عن هذا الكتاب أعدت قراءته من خلال رؤيتي الحالية، فاكتشفت أهمية إعادة طباعته مرة ثانية، فالكتاب يتحدث عن شخص له اكبر الأثر في مرحلة تاريخية ماضية، استطاع بقوة الإيمان ان يوظف التاريخ لمصلحته الخاصة ولمصلحة فكرة ناضل من اجل تثبيتها على ارض الواقع وهنا تكمن عبقرية وقوة شخصية بن غوريون التي يعرفنا عليها الكتاب،

وتكمن اهمية قراءته للأجيال الحديثة للتعرف على الآخر "العدو" كيف اصبح الان أمراً واقعاً يساوم على الأرض وكأنها ملكه منذ الأزل، واهميته ايضا انه أول كتاب تحدث عن شخص ومرحلة تاريخية يحاول العدو ان يمحيها من الاذهان، وما صدر بعد ذلك يعتبر هذا الكتاب المرجع الأساسي له ،ومع ان هناك من تحدث عن ما كتب بن غوريون وعن رسائله ، والكتب الحديثة حتى ما صدر باللغة الإنجليزية، لم يصدر مثل هذا الكتاب يتحدث عن شخص وأثره في المرحلة التاريخية التي غيرت مجرى تاريخ العرب ومازالوا يرزحون تحت وطأه هذه المرحلة.

يقدم الكتاب الدرس الذي نتعلمه من بن غوريون، وهوالوجودْ نكون او لا نكون عبارة شكسبير الشهيرة، اعادة القراءة تعني التعرف على مجموعة استطاعت بقيادة شخص مؤمن حقيقي بما يفعل كما قال هذه العبارة هرتزل ص 83 (... كل واحد يعرف ان أساس الدولة يكمن في إرادة الشعب لبناء دولة ،نعم حتى ان شخصا واحداً يستطيع القيام بهذا إذا أراد) وكان هذا الشخص هو بن غوريون الذي يدين له الصهيونيون بالفضل في اغتصاب فلسطين، وعرف كيف يستغل قرار الامم المتحدة وضعف العرب وستطاع ان يفعل المستحيل لكي يبنى دولة من الزمن الماضي،ويواصل في طريقته في تحوير التاريخ واختيار ما يناسب ادعاءه، ومثال ذلك ما ورد في الصفحة 207 عندما اراد الحط من قيمة العرب وإلغاء تاريخهم بالعبارة التالية" هؤلاء الناس (العرب) لا يربط بينهم رباط دم اوصلة عرقية او تراث تاريخي لكن الدين واللغة يربطان بينهم وربما سيتوحدون ثقافيا وسياسيا نتيجة لهذين العاملين". واستخدام كلمة رواد المهاجرين الأوائل ليعطى دليل على فراغ المنطقة من السكان وغيرها الكثير الكثير من العبارات والمشاهد المأخوذة من التوراة والكتب الدينية اليهوديه.

Pages