كتاب " مهارات الحياة اقتحام الأسوار واكتشاف الاسرار " ، تأليف إبراهيم الشملان ،والذي صدر عن
You are here
قراءة كتاب مهارات الحياة اقتحام الأسوار واكتشاف الاسرار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المقدمة
الحمد لله الذي أنشأ وخلق، وبارك ورزق، وتفضل على الإنسان وخلقه من علق أحمده حمدا طيّبا مباركا فيه، خلق الماء والثرى وأبدع كل شيء وبرا (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (سورة طه: 6-8) وأصلِّي وأسَلِّم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم وعلى آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ، وسَلَّمَ تسليماً.
أما بعد: فإن كتابـي بين أيديكم وأمام متصفح عقولكم بارك الله فيها ورزقني وإياكم فهما عظيما، إن وجدتم في صفحاته (عيبا) فادعوا لي بالهداية والتحقيق وإن وجدتم فيه خيرا فإني لما أنعم الله علي من خير وفضل فقير، لقد فكّرت بذلك كثيرا فقلت: إننا مهما بلغنا من الفضل والخير فإننا بأمس الحاجة إلى الله وهذا من كمال العبادة أن تدرك معنى الحاجة إلى الله، وأن تفهم حقيقة ضعفك مهما قويت.
وأفضل ما أكتب عنه هو الحكمة في الحياة فإن من رزقه الله الحكمة رفع بذلك قدره وقويت حجته وإن الجميع يحتاج إلى الحكمة فالصغير والكبير والرجل والمرأة (جميعهم) إذا لم يكتسبوا الحكمة لم يسعدوا، ولم يستعدوا لمواجهة هذه الحياة.
وفي القرآن الكريم (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ) (سورة البقرة: 269) (وفي القرآن أيضا) (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (سورة لقمان: 12).
لقد رأيت أن أكثر الكتب مبيعا -من كتب الآدميين- كتب الحكمة والعقل وتطوير الذات والسبب أن كل واحد يسعى ليكون ذكيا أو فاهما أو حكيما، علماً بأن الحكيم من يوصل إليك العلم والفكر بطريقة يفهمها الجاهل قبل العاقل والصغير قبل الكبير وأنا أكتب هذا الكلام لأني أعلم علم اليقين أن (الغموض بإصدار realpage0018الفكر للغير نوع من السخرية بهم) ولقد حثّنا الإسلام أن نسعى بالخير لكل الناس، وفي قصص السلف ما يؤيد كلامي فارجعوا إليها إن أردتم.
وفي هذا ذكرت أن شيخا كان إذا خرج إلى مكان واشترى شيئا لم ينس جيرانه من نصيبهم وخاصة في المأكولات التي نادرا ما يأكلها الناس، وبلغ من حبه للناس أن يساعدهم في كل أمورهم ويبذل لهم النصيحة بصدق ولم يتصنع ذلك لأننا نرى حبه للناس وبذله للخير في عينيه، فمالنا لا نفعل كما فعل ونصنع كما صنع إن بذل الخير هو سبب النجاح في الحياة والقبول، وما رأيت حسودا أو بخيلا قد حظي بحب جيرانه أو أصحابه فهل توافقني أيها الكريم؟
وإن الناس قد اختلفوا فما عادت الأرواح كالسابق، أظنها قد تغيرت لكني أرجوا أن تعود إلى عهدها القديم، ببركة تقدير الله عز وجل ولقد زرت مدينة من المدن في سنة مضت، كنت أتفاجأ كثيرا لأنني إذا ألقيت التحية على أحدهم نظر إلي نظرة المتعجب وإنّ واحدا من الذين رفعت لهم يدي بالسلام أوقفني وقال لي ماذا تريد؟ قلت له لا أريد شيئا إنما هو السلام، فقال لي أعتذر إليك ولكننا اعتدنا أن من يسلّم علينا يريد منا شيئا كسؤال أو استفسار أو ما شابه.
إنها حياة المدن بينما كنا في الريف لا نتوقف عن السلام في كل مكان وزمان ومن مرّ بجانبنا ولم يسلّم ذهبنا إلى جاره أو إلى أحد معارفه وسألناه ما بال فلان لا يسّلم علينا وبلهجتنا البسيطة نقول (هو زعلان منا..).
ولهذا كتبت هذا الكتاب وكان هدفي هو مهارات الحياة والبحث عن الحكمة بين الحروف واستعادة أمجاد أمتنا وعروبتنا ولكي أحرك هذه المعادن فيزول عنها الصدأ، وهي في ناظري أشد بريقا من الماس إذا غُذّي بضوء الشمس.
وأترككم الآن مع كتابـي (مهارات الحياة واقتحام الأسوار واكتشاف الاسرار) وأرجوا من الله تعالى أن يكتب لي فيه قبولا واسعا وبركة وأن يهدي به قلوب العباد، والحمد لله رب العالمين.
كتبه
إبراهيم الشّملان
(كاتب يحب الأدب ويمزج بينه وبين فقه الحياة
ليجعل منه علما عمليا ويحقق الغاية المرجوّة realpage0019منهما)


