كتاب " اهداب الخشية - عزفاً على أشواق افتراضية " ، تأليف منى بشلم ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكت
قراءة كتاب اهداب الخشية - عزفاً على أشواق افتراضية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ك
دفقة غامرة كحظ الحياة، عبارة واحدة من عشق لافح.. أخرق لا نهايات له، رشفة غابرة من زجاجة عطر.. أدنو منها بكامل الرجولة التي ألهبتْ، إذ عطرها نبيد..
هذه أنتِ
تقاسيمك تهاجم الذاكرة سريعا، إنك.. المغنية، تلك المغنية أنتِ
وجهك أعرفه، وحمرة الخمرة على شفتيك، فستانك أيضا أعرفه، ما افتقدته فعلا الحكمة من عثوري عليك منتصف ليلي.
الليل آنستي لا ينقضي بين بصري وبصيرتي
ما الذي ألقاك على تلك النقطة حيث ينشطر فصين من ظلام لا ينتهيان، مغشيا عليك، مرمية على مقود سيارتك.. وأي حكمة كنتُ لأسوقك إلى سريري، وأحرم نفسي هناء إغماض عين البصر، وعيون الذاكرة للحظة هي بطعم الموت.. عندها تقف الآلام جميعا.
عطرك آنستي فاض أغرق الذاكرة.. أنعشها مع أنها لم تذبل بعد.. أفسحني مساحات شاسعات من ذكرى.. ذكرى لعطور امرأة أخرى، امتلكت الكلمات لتقول شبابـي بحرف واحد اقتلع الفؤاد، وأرداني عاشقا هائما بين ثرثارتها الافتراضية، والكلمات المستعارة من شويعرات رقميات، وصور بألوان دافئات تدرجها إذ تحس بعض فتوري فتعيد كيَّ قلبـي بلهفة الجسد، وما كنت أقوى على الفرار من إدمانها.. كلماتها تثور وتتمرد، وصورها تختلف وتتلاون، وكنتُ.. أنا كنتُ أركض بكل قوتي لأضبطها.
لأموت عشقا.. بينها وبينها
طال سفر الأمنيات نحوها، وما أرهق الجسد، كانت امرأة حلما
ربما كانت منذ البدء ذكرى وما أسعف البصر البصيرة
أحببتها آنستي.. أنا أحببتها حتى أبعد نقاط النفس. أحببتها وكلماتها قالت دوما أنها تحب حبـي لها
أتملكين حكمة كافية لمسح هذه المساحة من العاطفة، وتمشيطها حتى أغور مواطن الحقيقة فيها.
ما كنتُ أنفق حكمتي عليها.. شغفي بها أبقاني ثملا على امتداد العمر الافتراضي الذي لفنا.. وظلماءٌ ذاك العمر آنستي.. حتى وهي نوره.
الضياء لم يمتد لأبعد من عيوني، فلم أر منه قبسا، والحب لم يمتد إلى أبعد من فؤادي، جاوره، فاض من حوله فأغرقني.. وكانت تبتسم وتقول أنها تحب حبـي لها
ثم..