You are here

قراءة كتاب الربيع العُماني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الربيع العُماني

الربيع العُماني

كتاب " الربيع العُماني " تأليف سعيد سلطان الهاشمي ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

اعتصامات عام 2011: تحرر الحوار الوطني وتطوره

صادق جواد سليمان اللواتي(1)

بتقديري، أهم ثمار الاعتصامات الشعبية السلمية في خلال الربيع العُماني عام 2011 كانت ولا تزال: تحرر الحوار الوطني واطراد تطوره.نشطت في خلال أسبوع من مطلع آذار/مارس، حواراتنا التي بدأت عفوية في مختلف ساحات الاعتصام عبر الوطن، لتكتسب وتيرة حيوية، ونبرة صريحة، ونهجاً جاداً في التباحث حول عموم مساحات الشأن الوطني. في «ساحة الشعب» كان التوافد ابتداء دونما هدف بيّن، لكنه سرعان ما اتسم بحضور منتظم، هادف إلى تكثيف الحوار الوطني، وتوسيعه، وتعميقه. بعد بضع أمسيات من التحادث عرضياً ما بين تجمعات متفرقة وقوفاً هنا وهناك، تطور المشهد إزاء مبنى مجلس الشورى إلى منتدى جامع راجت فيه خطابات وندوات ومناظرات ونقاشات ... ذلك كله وسط احتشاد متزاخم ليلياً ظل يشكل على امتداد شهور ملتقى حافلاً لم يشهد مجتمعنا العُماني حدثاً مدنياً مثيلاً له من قبل.

فوق حصائر فرشت على أديم الأرض جلس المعتصمون، وفي خيمة نصبت في مقدمة الساحة جلست المعتصمات، ومن منصة غير راكزة تماماً أقيمت على عجالة، تحدث منهم من دعوا إلى الحديث، وتباعاً من رغب منهم في التعقيب. ثم من خلال حوارات تفاعلية موسعة في إثر كل خطاب، أُبديتْ بصراحة مشهودة، ملاحظات هامة حول مختلف الموضوعات المتصلة بالشأن الوطني، شرحاً وتفنيداً ومطالبة بما بدا لازماً القيام به إزاء عديد من الأمور من إجراءات تقويم وتعديل.

من وجه آخر، أتاح التجمع، على نحو مستطرد، فرصة للتعارف بين الحضور، مبدياً أكثر فأكثر للمتعارفين مدى تماثل تقويمهم للأمور: تحديداً مدى امتعاضهم مما صاروا يلمسون من قصور اعترى تراكمياً أداء الجهاز الحكومي، ومن تقصير شاب نمطياً أداء كبار المسؤولين. استبانوا أيضاً مدى توافقهم حول ضرورة مكافحة الفساد، وتفعيل مهمة الإصلاح، بشكل ناجع وشامل. إلى ذلك، ناقشوا ماذا ينبغي أن يُعمل لرفع الأداء الحكومي عموماً إلى ما هو أجدر كفاءة وأضمن أمانة، ليكون بذلك أكثر إيفاء بحقوق المواطنين، وأكثر إنصافاً إزاء توزع الناتج الاقتصادي الوطني بينهم، وأكثر تركيزاً على استحقاقات التنمية الإنسانية كهدف مركزي وجب أن تتمحور التنمية الاقتصادية-الاجتماعية حوله. ذلك كله مع الابتعاد حسماً عما درجت عليه الحال عبر العقود الأخيرة من أموال وأراض وهدايا ثمينة فرقت في مقابل استجداء مكرمات، وحظوات استدرت عن طريق وساطات ومحسوبيات، ومحاباة مورست من مواقع المسؤولية لتنفيع قلة على حساب كثرة ... ذلك كله في وضح النهار، من خلال معاملة فرقت إجحافاً بين المواطنين على أساس الحسب والنسب والقرابة والوجاهة الاجتماعية والموقع السلطوي.

Pages