رواية " العدم " ، تأليف جمال ضاهر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الرواية :
You are here
قراءة كتاب العدم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
لا يزال يحتاج صدري، كما تراه يأكل ينام، لا يزال ينتظر يرى عيني.
ليس الآن، لا أستطيع أرحل عنه يموت.
سنتين وأكون معكَ.
تعلم أنّي لولاه رافقتكَ، لولاه تركتُ الحياة من أجلكَ.
ليس الآن ترحل»، قالت تنظر إلى كُبرى أخواته تستجديها تقول ما يمنع رحيل الصالح أو يؤخره. لم تجد كبرى أخواته ما تقوله.
قبل غروب الشمس غادر الصالح بيته، يمشي يتنقّل بين أزقّة بلدته، يأخذ طريقه بين المنازل والبساتين، يتّجه إلى سوق النحاسين ليمرّ بين حوانيته لآخر مرّة في حياته. لم يكن للصّالح أن يُغادر بلدته من دون أن يرى النحّاسين وكيف يُحوِّلون المعدن قطعاً منقوشة بكلمات وأشكال. كان يعلم أنّ الزانيات هناك، يقفن عند مدخل السوق، ينتظرن من يدفع لهنّ ثمن أجسادهن. تمنّى لو يختفين ولو ساعة مروره فلا يراهن ولا يسمع أصواتهن. كان يرغب لو تبقى لبلدته صورة لا تشوبها شائبة في ذاكرته.