كتاب " النهر والغريب ومرثية الأقمار المتساقطة " ، تأليف باسل الحجاج ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر وا
You are here
قراءة كتاب النهر والغريب ومرثية الأقمار المتساقطة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
النهر والغريب ومرثية الأقمار المتساقطة
أيها النهر، خارت على ضفافك أقدام الغريب
أمسك حفنات الثرى فينسلُ خيط التراب
هو اضمحلال النبض على سرادق الغياب
زوبعة الصمت الضامر حدّ الانحلال
في وجدان الضمير المريضِ بالرِّيب
السعال الأخيرُ للفؤاد الحريب
عبر رحلة البرزخ وديدان جبانة العذاب
هو السقوط في هوة الجحيم
إذ تتلقف الأرواحَ الآثمة الكلاليب
أيها النهر، تهامت على ضفافك دمعات الغريب
(يتلو آية الذكر الحكيم: ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى (*)
ومن مخافة الآخرةِ يتزلزلُ بمختضِ النحيب
إلهي يا ربَّ الغفران والرحمة... لا تزايلني الهموم
في غمر جوارحي تنتحر النوارس غرقى
وتتركني كآخر زفرات النجوم...
لزوالٍ وانطماسٍ قريب
ويدفن طاوياً أحلامي
تحت عباءتهِ الشتويةِ ثلجيُّ الكثيب
إلهي بهذا الليل الكئيب،
وعلى ضفاف الشظايا الزجاجية
للرملِ الأزرق كأشباح الأثير
أنزف من جدث النوايا أجراس الضمير...
إلهي بهذا الليل الزمهريري الكئيب
أتمسحُ بنور عفوك،
كما يشتهي وهج الشمسِ بأقمار السكينة،
متسولٌ ضرير
وأبرءُ من ذنبي حتى تغسلني التقوى
لا تعذبني فإني للنأي عن ذاتي لم أعدْ أقوى
وما كان لي صبرٌ إذ اصطليتُ بنار الجوى
فكيف اصطبر على عقاب جهنم والسعير
تفغرُ أشداقها ونار اللظى أمرٌ رهيب؟!