كتاب " النهر والغريب ومرثية الأقمار المتساقطة " ، تأليف باسل الحجاج ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر وا
قراءة كتاب النهر والغريب ومرثية الأقمار المتساقطة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
النهر والغريب ومرثية الأقمار المتساقطة
ينتحبُ على ذبول الحياةِ باكياً مثل ذيب
أيها النهر، غارت في محاجر عينيك ألحاظ الغريب
مودعاً بحرائق الزفرات الماضي البعيد القريب
وتنين الأسطورة الجاثم في كهف البلعوم
ينفث بركان الآهات والحسرات شياطين من اللهيب
في مرآة أمواهكِ الزرقاء كالحزنوحجر الفيروز الكريم
تمرُّ بعجالة الومضِ شرائط الذكرىوصور العمر القديم
فيشهد مغموراً بفراشات الأسى
ما كانهُ من طفل حميم
لا يفهمُ كيف واراهُ الثرى،
أو كيف خمد الشبابُ وانطفأ كجمرة الحمّى
لا يفهمُ كيف بلون الليل وحناء الشجو
أضحى الفؤاد خضيب
وعلام انسل الزمان...
كاللصِّ من أحداق الكوى بخافت الدبيب؟!
وخلفتهُ الأعنة في مضامير جريها محروماً سليب:
" يا حورية النهر المسحور القرار
جاب سندبادي غياهب البحار
وما وجدت بقحط الأرواح شجيرة صبار
أحتضن شوكها وأناديها في عسجد الرغبة بالحبيب
شموس الهجير اضرمت الجفاف
والدخانُ اختطف الندى
ليس لي بمزامير العمر مبسمٌ...
ليس لي نجمٌ مشع بالهوى
بلا حبٍّ ولا ظلٍّ ولا حكمةٍ ولا عدلٍ...
تحتضرُ الحياةُ في قلبي التريب!"