You are here

قراءة كتاب الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ _ الجزء السابع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ _ الجزء السابع

الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ _ الجزء السابع

كتاب " الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ _ الجزء السابع " ، تأليف الدكتور عبد العزيز المفتي ، والذي صدر عن دار أمنة للنشر والتوزيع .

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

التقديم

في عام 1997 زارني صديقي وزميلي في سلاح الدروع العميد الركن عبد العزيز المفتي مؤلف هذا الكتاب ليأخذ رأيي حول فكرة طرحها عليه أحد زملائنا المعروف بعلميته وواقعيته (اللواء الركن كمال مصطفى) وهو من أقرباء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، على أن تعرض هذه الفكرة كمشروع بحث علمي وواقعي عن القضية الكردية، إذ يتوقع أن يكون تأثيره مناسبا ومفيدا للقيادة العراقية العليا في أعادة النظر في موضوع القضية الكردية الشائكة، خاصة عندما يعرض هذا البحث من قبل رجل عراقي كردي عسكري وطني مستقل سياسيا عرف بشجاعته الميدانية خلال حربنا الطويلة مع إيران، وكرجل عرف أيضا بمصداقيته وبصراحته، وقد وجدتها مبادرة قيمة ومفيدة لخدمة الأمن الوطني العراقي من رجل أحترمه وأثق به كثيرا، إذ عملنا عن قرب في قوات الحرس الجمهوري لمدة طويلة، وعليه وجدت من المناسب جدا تشجيع صاحبي لتنفيذ هذه الفكرة وإخراجها وفق سياق البحث العلمي الرصين، ونتيجة للظروف الصعبة التي مررنا بها والمسؤوليات القتالية للدفاع عن وطننا آنذاك، لم ألتقي صاحبي ألا بعد احتلال العراق بأربعة أعوام ونحن لاجئان في المملكة الأردنية الهاشمية لكل منا سبب مختلف عن الآخر لكنه متطابق بالنتائج، ومن خلال مراجعة الحوادث فيما بيننا سألته عن ذلك المشروع الذي كلف به آنذاك، فأخبرني أنه قد أعده وسلمه آنذاك للجهة التي طلبته، ثم وعدني بإطلاعي على نسخة منه، وعندي تصفحي لذلك البحث وجدت فيه كل ما ظننت به خيرا، وقد أستقر رأي الباحث بعد وفرة الوقت لديه من تطوير بحثه وتوسيعه ،حتى أتى أكله ولو بعد حين، ككتاب موسع جدا حول حقيقة الأكراد ووقائعهم التاريخية منذ بداية التاريخ الإنساني وليومنا هذا تقريبا، واليوم وقد تغيرت الظروف والسياسات وبات العراقيون الأكراد الجزء الحاكم والمسيطر في النظام السياسي الجديد وفقا للدستور الحالي الذي خدمهم كثيرا.

وحين عرض علي مؤلف كتابنا هذا، موضوع (تقديمه)، تقبلته دون تردد لأسباب أخلاقية ووطنية عديدة، منها إذ أرى نفسي تلميذا مجتهدا في التاريخ بشكل عام، وكباحث في التاريخ العسكري الوطني بشكل خاص، وكذلك لأهمية عرض الحقائق والوقائع بمصداقية لجزء أساسي من مكونات التاريخ الاجتماعي والسياسي والأمني العراقي عبر التاريخ الحديث والمعاصر الذي مثلته القومية الكردية فيه وقد غيب جزء مهم من تاريخها في مراحل من تاريخنا الحديث، وكذلك للمساهمة في تحقيق غاية شريفة تخدم وحدة مجتمعنا ووطننا العزيز العراق في ظروف سياسية محلية وإقليمية ودولية معقدة جدا قد تتسبب في تقسيمه ومن ثم إنهاء وجوده الحي لا سمح الله، وأخيرا احتراماً لرغبة أخ ورفيق سلاح عزيز كريم أفتخر به كثيرا، والذي أستشهد ولداه الوحيدان محمود ومحمد وخسر كذلك وظيفته نتيجة مبدأيته وقيمه الأخلاقية والوطنية السامية.

لاشك أن من يتصدى لمثل هذه الغاية آنذاك لم يكن عملا هينا أو آمنا في ظل ظروف سياسية صعبة ومعقدة وفقا لطبيعة النظام السياسي الذي كان يتصف بالتطرف والشدة في تعميم أفكاره وأيديولوجيته من وجهة نظر قومية عربية أحادية، ومهما حاولت وجهة النظر تلك من تسويغ أطاريحها للقوميات غير العربية التي تمثل مكونات أساسية من الشعب العراقي لغرض احتوائها، ألا أنها فشلت في ذلك إذ شكلت لها اضطهاداً معنوياً غير مبرر، ناهيك عن نتائج حرب الخليج الثانية (أم المعارك) وحجم الأضرار التي لحقت بالعراق وشعبه نتيجة سلسلة من الانتفاضات السياسية إضافة لنتائج الحصار الاقتصادي والسياسي، وكذلك اليوم أيضا لم يكن من السهل تحقيق غاية هذا الكتاب والجزء المتحكم في سياسات النظام السياسي العراقي الحالي هي تلك القيادات الكردية التي قادت سلسلة طويلة من الممانعة المعنوية والإدارية والميدانية وهي تفرض حقائق وسياسات تبررها طبيعة أحزابها وطموحاتها القومية والمتطرفة أحيانا، ناهيك عن مقومات صراعها المستمر مع نهج الأحزاب الدينية المتطرفة في بغداد منذ بضع سنين، وهي مدعومة بالفكر والسلوك القومي السائد في الأوساط الشابة الكردية من مجتمعنا العراقي الذين ترعرعوا في كنف الانعزال عن الوطن الأم منذ عام 1991 وفق آراء ومفاهيم بالغت جدا في (ظلم العرب لقوميتهم الكردية) - الممثلين بالنظم السياسية العراقية المختلفة -، كردة فعل لعشرات من سنين الإهمال والتشكيك والاضطهاد الفكري والاجتماعي للأكراد في غياب الحكمة السياسية لمعظم تلك النظم السياسية السابقة والحالية، حتى نجد اليوم أن قلة من أولئك الشباب الكرد الذين يجيدون التكلم باللغة العربية، ومنهم من بالغ في كرهه للعرب حتى بدا لهم أن الإسلام ليس دينهم لأنه جاء بلغة العرب ومن الأفضل العودة للديانات القديمة كزرادشتية على سبيل المثال ؟مما شاع بينهم بسهولة قناعة جوهرها يشكل مشروع انفصال عن العراق وطننا ومجتمعا، وقد لعبت المصالح القومية الإسرائيلية والإيرانية والأميركية دورا أساسيا في خلق ظروف لبيئة واسعة أنتجت الكثير من الصراع المسلح بين الجانب الحكومات العراقية (تجسدت في العراقيين العرب) والقوى الكردية الثائرة من عشائرية وقومية (تجسدت في العراقيين الكرد) وعلى خلفية الوضع المعقد التي تركته السياسة البريطانية حال انتهاء الحرب العالمية الأولى حين لم تنفذ معظم وعودها للقوميات المختلفة التي كانت خاضعة لنظام الإمبراطورية العثمانية، وما تمخضت عنه اتفاقيتي (سيفر عام 1920 ولوزان عام 1923).

Pages