كتاب " ماذا بعد " ، تأليف ميشال الشماعي ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب ماذا بعد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

ماذا بعد
أولغا... العاصفة
أنا في موجةٍ طاهرةٍ...
أُلملمُ ذَاتي، من ذَاتي بذَاتي.
الخمرَ مِنْ دواليَ قلبي عَصَرْتُ،
والكأسَ ملأتُ مِنْ دُموعِ الجَبَلِ،
فاسْتحَالَتْ بَيضاءَ بَيضاءَ...
نديّةً كثلْجِ كانونَ،
على عُرْي يدَيكِ الدّافئتين مَطَرُ الجَسَدِ.
والحانةُ بين أَرْزٍ فَتِيٍّ ووزّالٍ عتيقٍ تزوّجا،
مولودُهُمَا مَرْقَصٌ مَليءٌ برَملٍ مُلتَهبٍ.
مَوجُ البحرِ ودفءُ الثّلجِ تعانقا،
وذلك اليومُ كانَ يَوماً مَجيداً،
حَفَرَ جليدهُ جَليدَ كلّ القلوبِ
وغَسَلَ بدموعِهِ بيلساناتِ الحقولِ المتجمّدةِ
فبَكَتْ على معطَفِ الأرضِ مُطفِئةً نارَ العَطَشِ.
وما إن هَطَلَ المساءُ بنبيذهِ الأحمرِ،
لَوَّنَ الشّراشفَ الرّطبةَ،
والأسرّةُ مشتعلةٌ
فدَارَتْ معاركُ الهوى.
بين وِسَاداتٍ ضجَّ الكونُ بصُراخِها،
وشراشفُ أمطرتْ لهيبَ قُبل.
من جَسَدِها، عناقيدُ تدلَّتْ
والموجُ سُرِقَ رَذَاذهُ من جيدِها،
أمّا النّارُ فخَجِلَ لهيبُها من شَفَتَيها.
ماتَتْ أولغا...
والدّفءُ الّذي لم يَرحَلْ،
عادَ...
دوراتُ الحياةِ فينا من جديدٍ،
دارتْ...
ننتظرُ أولغا لتعودَ.
وعندها...
السّريرُ والفوضى عاشقان،
الكرمةُ والكأسُ على شفتين تذوبان،
ومهما طالَ رَحِيلُ أولغا...
أولغا كلَّ يومٍ سَتعودُ.

