قراءة كتاب جمال الياقوت وعاجي الشعر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جمال الياقوت وعاجي الشعر

جمال الياقوت وعاجي الشعر

كتاب " جمال الياقوت وعاجي الشعر " ، تأليف مريم نصار ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

رد بلهجة عراقية: "لا آني أعشق الجَمال! ".

ضحكت مَريم وهيَ تُزيح خصلةً من شَعرها مالتْ على وجْهِها قائلةً: "تتبغدد علينا!؟"

فاجَأته كيف تحدثت العِراقية! فضَحِك قائلاً: أشْكرج!.

ابتسمت وقالت: انا أعشَقُ لهْجة العِراق.. خصوصاً لهجتَكم أهل بغداد..، أحب "كاظِم السَّاهر" كثيراً منذ طفولتي...

فابتسم قائلاً: انا من نفس منطقة "كاظم" وأردف: من منطقة الحريّة! فعدَّلت جلسَتها مُتوجهة نحوه ملامسة يده قائلةً: صحيح ما قلت!؟

نظر ليديها باستغراب ثم لوجهها وتأملها وقال: انتِ ياقوتة جميلة!

تداركت الموقف وسحبت يدها فجأة ووقفت قائلة: تـشرَّفت بمعرفتك سيدي البغدادي، أتمنى لكَ رحلةً سَعيدةً.. سأُكمل عملي الآن.

تركته لكنها كانتْ تشعر بأنها لا تريد أن تتركه..، فخجله واحترامه ولَهجتهُ البغدادية وحبه للطبيعة مُلفت لها، أما هو فقد أُعجب بذكائها وحيويتها قبل جمالها وبدأت نظراتهُ تلاحِقها كيفما مرَّت وأينما كانت.

كانت كلما توقفوا بمكان تأخذ استراحة العـشرِ دقائق من العمل وتختار مكاناً مناسباً لراحتها فتُخرج كِتاب جيب من حقيبتها وتقرأ فيه.

لم يعد أحمد يهتم بالأماكن بقدر ما كان يهتم بمراقبتها ولكنَّه كان يخـشى الاقتراب منها حتى لا يُشعرها برهبة أو حرج، لكنها كانت تُعطيه الضَّوء الأخـضر بابتسامتها كلّما التقت انظارهما صدفة.

حان وقت استراحة الغداء ,و نَزل الجميع من الحافلة إلاّ هي بقيت مكانها، توجهت لمؤخرة الحافلةِ وجلستْ على الكرسيِّ الفارغ المُحاذي لكرسي أحمد، ووضعت نظّارتها وغفتْ قليلاً، أما أحمد فقد نـسي محفظة نقوده الموجودة داخل حقيبته وعاد إلى الحافلة ليجِدها غافيةً وحيدةً بعد أن أنهكها التعب.. وقف دونَ أن يوقظها وتأمَّل بها قليلاً وهمس لنفسه قائلاً: هذا ملاك نائم، ياقوتة جميلة جداً، تناول آلة التصوير واراد أن يصورها ولكنه عدل عن ذلك منعا للإحراج ثم تناول محفظته بهدوء حتى لا يوقظها وعاد للمطعم وهو يدعو اللّه أن يحفظها.

استيقظت ومازالت وحيدةً، ترجَّلت من الحَافلة متجهة لِلمغاسلِ، غسلت وجهها ,مشطت شعرها، وضعت نظّارتها وتهيأت لتُكمل العمل.

دخلت المطعم وتفقدتْ أحوال الزوار وكان أحمد آخرهم فسألته إن كان بإمكانها مشاركته المكان فلم يعارض، جلستْ طالبةً قدحاً من القهوة، فسألها مستغرباً:

- ألن تتناولي الطَّعام؟

- لا مشكلة لا أشعر بالجوع فانا معتادة على هذا!.

وبدأت أسئلة التعارف الممزوجة بقهقهات صغيرة إلى أن حان وقتُ الانطلاق فركبوا الحافلة وأكملوا الرِّحلة سُعداء حتى حلولِ المساء، كانت آخر محطة لهم الفندق، حيث اطمَأنت مريم عليهم وودَّعتهم متمنيةً لهم ليلة هَادئة.

دخل أحمد غرفته، وأخذ حمّاماً ساخناً وجلس وهو يُفكر بتلك البيروتية..، جَمالُها فاق الوَصف، تعملُ كعَـشرةِ رجال وتحمل مسؤوليةً كبيرةً، أما هي فَقد توجهت لبيتها المتواضع القريب من الفندق، وعندما دخلته رمت مفاتيحها وحقيبتها على الطاولة وتناولت صورةً موضوعة على نفس الطاولة، كانت لابنتها التي حرمها زوجها منها، فقبلتها بعد أن سلّمت عليها ثم أخذت حماماً ساخناً ودخلت مكتبتها لتتناول جهاز تحكم المـسرح المنزلي، اختارتْ معزوفة كلاسيكية هادئة وأدارتْ مُحرك الأقراص ثم جلستْ على كرسيها ولم تمر الدقائق حتى غفتْ مكانها، منتظرةً يوماً جديداً.

Pages