You are here

قراءة كتاب المسافة صفر ( اشتباكات الرواية والحياة )

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المسافة صفر ( اشتباكات الرواية والحياة )

المسافة صفر ( اشتباكات الرواية والحياة )

كتاب " المسافة صفر ( اشتباكات الرواية والحياة ) " ، تأليف هيا صالح ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

ما هو ذلك الخفي المنيع العصي الذي يخاف أن يخسره!

ذاك التوهج المشعّ من احترامه لذاته، وإيمانه العذب بمقترحاته.. أم ذاك البريق في العينيين عندما يحاجج وهو مؤمن بما يقول» (ص99).

هذا الثبات على الرأي، هو ما جعل لـ«عماد» ميزة بين السجناء الآخرين المتّهمين بجرائم قتل وسرقة وتزوير ونصب واحتيال، وكان الأقرب له من بينهم «القِطّ» المسجون في قضايا سرقة، والذي يحلم بالفرار من السجن إلى النور. «القِطّ» شخصية مركّبة وغريبة الأطوار، يجتمع فيها ما لا يخطر على بالٍ من متناقضات، إذ كان يعمل سبّاكاً ويحلم بالياسمين.. لصّ ونبيل، قارئ من الطراز الرفيع، وفيلسوف مقْنع، كما يتبدى في ما يرويه عن الظروف التي دفعته ليصبح لصّاً: «الجوع ممكن يصنع شحاد أو حرامي.. الجوع ما يصنع ثائر» (ص167)، لذا فقد اختار، على سبيل الاجتهاد، أن يصبح لصّاً، فاللصّ له من الكرامة ما يفتقده الشحاد. وهو كذلك عقل مدبِّر، ومُغَنٍّ حساس يحفظ الألحان والأشعار ويرددها وهو ما كان يسرّي به عن نفسه وعن بقية المساجين: «قام القِطّ يتمايل مثل خيال الظل ويغنّي:

يا مين يرجعني صغير وياخذ مالك يا دنيي

أوف أوف أوف وارجع أكبر عَ الهدا

سرت عدوى البهجة بينهم، فاصطفّوا حول القِطّ يسحجون الدحية والقِطّ يحوشي بالوسط برشاقة وخفة..

يا هويدا ويدا لك

يا هويدا ويدا لي

يا حلوة يللي عَ الجبل ظلي اضحكي وتدلّلي» (ص70).

تتسم شخصيات الرواية بتنوعها وتعدّد طباعها وسماتها، يحمل كلٌّ منها لقباً خاصاً اكتسبه من مجتمع السجن، لتتخلّى بذلك عن أسمائها الحقيقية: فـ«أبو حديد» متهور الطباع، رمّام، ويضمر الشرّ بقلبه، كالضبع، إذا رُدع يزعزع الفضاء بقعقعته. و«القِطّ» روح متعطشة للحرية التي سُلبت منها، أو قِطّ يحلم أنه طائر غرّيد في فضاء شاسع، و«الختيار» رجل عاقل وصبور وهادئ، وهو صعب المراس إذا ما استفزه أحد، أما «عسّاف» فهو كالأفعى؛ ناعم وأملس وسريع الانزلاق، فيما «كرزم» ثعلبٌ متربص يضرب ويختفي بسرعة ويجيد التأقلم مع بيئته، و«أبو زهرة» ضعيف مذعور مثل السحلية، يخاف كل متحرك.

Pages