You are here

قراءة كتاب التربية المعرفية وأخلاقيات شكلانية الفنون الجميلة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التربية المعرفية وأخلاقيات شكلانية الفنون الجميلة

التربية المعرفية وأخلاقيات شكلانية الفنون الجميلة

كناب " التربية المعرفية وأخلاقيات شكلانية الفنون الجميلة " ، تأليف أ.د.كريم حميدي الربيعي ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 3

مفاهيم التربية المعرفية...وكيفية نشوءها

لقد دأب رجال التربية ورجال الفنون دائماً على تكوين أسس واضحة ومهمة للعملية التربوية والفنية وغايتها الأساسية بناء الإنسان الحر على أسس علمية منهجية تفيده في حل مشاكله الحياتية اليومية بأقل الجهود وأقصر الطرق وأفضل الحلول، ومن هذا النهج تعددت الأساليب وتنوعت واختلفت الرؤى في الكيفية المثلى للوصول إلى ذلك الهدف لبناء الإنسان (الفرد) هذا، وهذه التعدديات والاختلافات ما هي إلا نتيجة حتمية وطبيعية في تضادها، بسبب أن هذا الإنسان (التربوي- الفنان) يعتبر أصعب مخلوق من حيث الترويض والبناء لامتلاكه المشاعر والأحاسيس والميول والاتجاهات وملكات الإبداع التي تجره بدورها على أن لا بد له من اتخاذ (موقفاً) تجاه ما يدور حوله من قضايا تمس حياته بصورتها المباشرة وغير المباشرة، وهذا الموقف يشكل عامل ضغط من ناحيتين أولهما الضغط البيولوجي والآخر السيكولوجي، وهما يضغطان بصورة مزدوجة وفي آن واحد، بسبب أن حاجاته الطبيعية وحاجاته التكوينية الإنمائية تحتم عليه هذا الموقف القسري بغض النظر من كون هذا الموقف كان سلبياً أم إيجابياً تجاه ما يدور حوله ويتعايش معه، ونتيجة لذلك فقد ولجت التربية قديماً وحديثاً طريقاً منذ البداية في عملية بناء أهدافها وتمتين أسسها وسياساتها التربوية كي لا يحدث الانهيار الذي يفسد كل شيء قد تم بناءه في ما مضى من حيث الأفكار الفلسفية وتطبيقاتها في مجال التربية والفن، ولكونها قد اختارت الطريق الأصعب من بين الطرق في عملية البناء هذه، فهذا يحتم على من أخذ على عاتقه تحمل المسؤولية المعقدة أن يتمرن جيداً ويتمدد أفقياً وعمودياً كلما تطلب ذلك من مواقف يومية مستجدة، وكلما مر الزمن وتقادم باتجاه التطور المتسارع، لان ذلك سوف يؤمن استمرار هدوء الأفكار وتزاوجها بيسر وتطبيقها والتوافق بها مع مستجدات التغيير السريع في الثقافات وتراكم مفاهيم معاييرها، بحيث إن لم يدرك أصحاب التربية والفنون ذلك سوف يفقدون الكثير من الأسس الثابتة لديهم التي مرت وهم يعتزون بها حتى اللحظة التي هم فيها، ولكي لا يحدث التجاوز عليها تحت مسميات التغيير ورفض البالي القديم، وبالتالي يفقد التوازن المعياري لها مما يخلق فجوة كبيرة تحدث خللاً في المفاهيم وحيرة في التطبيق بين المعايير الجديدة المتطورة والمتسارعة للمجتمع والتي سبقتها (ولا جدال أن غموض الهدف يتلوه بالتالي غموض في تخطيط المؤثرات التربوية وتخبط وارتجال في سياسة الإعداد والتربية)[18- ص13] وما يوازيها أيضاً في ذلك من مفاهيم الفنون من حيث جمالياتها ونتاجاتها.

Pages