You are here

قراءة كتاب التربية المعرفية وأخلاقيات شكلانية الفنون الجميلة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التربية المعرفية وأخلاقيات شكلانية الفنون الجميلة

التربية المعرفية وأخلاقيات شكلانية الفنون الجميلة

كناب " التربية المعرفية وأخلاقيات شكلانية الفنون الجميلة " ، تأليف أ.د.كريم حميدي الربيعي ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 6

1- الفلسفة الواضحة

إن دورات المجتمع (أي مجتمع) لا بد لها من جنين فلسفي، وهذا الجنين تتراكم خبراته من خلال ما نسميه (الخبرة المربية) التي امتدت طويلاً في الماضي التربوي وكونت ذات التراكم المعرفي المتجانس بين مفاهيم وأفكار وثقافات المجتمع، وكما يطلق عليه يونكك (باللا شعور الجمعي) وهو مخزن الآثار العاطفية التي استمرت طويلاً وأخذت تتصارع باضطراد مع الأضداد حتى تغلبت الصفة الأكثر قوة والأقرب منفعة لمصالح الفرد ذلك أو الجماعة تلك، حيث أصبحت وبمرور الزمن وتراكم طبقات السيكولوجية المعرفية بنياناً ثابتاً اتخذ الصفة والسمة التي ولد فيها ونشأ وترعرع معها، ولذلك نجد الكثير من أفكار الفلسفات في الماضي أصابها النكوص وأصابها التحول من مجتمع إلى آخر، وحاولت أغلب تلك المجتمعات تغيير وتبديل نظرياتها وفلسفاتها نتيجة ما استجد من مفاهيم اعتلت ناصية تقدمها وتطورها حتى أصبحت اعتزازاً وفخراً لها في الوقت الحاضر، وكان رائدها في هذا التقدم والتطور هو ما تمسك به (المجموعة النخبوية التربوية) في التفعيل لتجريب ما تحتويه من أفكار جديدة تطابقت حيناً وابتعدت حيناً أخر مع جنينها الفلسفي التربوي الماضي، هذا ما كان في المجتمعات التي تطورت بشكل جعلها ترتقي سلم الحضارة بوضوح، أما المجتمعات التي ظلت مهمشة لنفسها ومتعثرة أحياناً كثيرة فقد كان ذلك سبب (اعتناق أفكار تلك الفلسفات الجنينية أحياناً قليلة أو إهمالها تماماً) للفلسفات بشكل عشوائي ومتداخل قد هيئ للنخب التربوية المطالبة في التغيير والإصلاح مناخاً مقبولاً في المجادلة لتحرير أخطاء التجريب لأساليبهم ويلتحفون به كي يمرروا من خلاله كل ما يحملونه من تناقضات وسياسات ذاتية أثّرت بشكل سلبـي في البناء التربوي القاعدي لمجتمعاتهم، ونتج فيما بعد خلخلة في ذلك البناء الذي تراكم تدريجياً بهشاشة مكوناته المعرفية والتطبيقية ولكن بالرغم من هذا هيئ لتلك المجتمعات أرضية بكر لترسبات أفكار قد اتفق عليها جميع من خاض معترك تطور وتقدم مجتمعه بإيجابية ورضا بأن تكون صالحة لبدء مسيرة جديدة وجدية للإصلاح لتصبح نوعاً من أنواع ذلك السلوك الجمعي والذي نطلق عليه بداية تكوين النضج الفلسفي- التربوي لذلك المجتمع.

ومن خلال هذا التكوين يقود رجال التربية هذه الأفكار الفلسفية ليتعاملوا مع لبّها فهماً يعتبرونه أهلاً لتطوير قابلياتهم في التخطيط أولاً ونافعاً في تربية ونجاح أفراد مجتمعاتهم ثانياً.

Pages