You are here

قراءة كتاب سأقذف نفسي أمامك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سأقذف نفسي أمامك

سأقذف نفسي أمامك

رواية " سأقذف نفسي أمامك " ، تأليف ديهية لويز ، والتي صدرت عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من اجوا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 1

الفصل الأول

ما جدوى البقاء في حياة ليست لنا أية سلطة عليها؟

لماذا نتمسك بكل هذا الخراب الذي يستوطن بداخلنا أعوامًا طويلة ويتراكم مع كل يوم يمضي؟ كيف أفسر علاقتي بالوجود؟ هذا إن كنت موجودة أصلاً!

طبعًا.. ما معنى وجود بلا معنى؟ وجود وكفى؟ ألا يساوي هذا الوجود في النهاية العدم؟!

لم أتصور أني سأبدأ الكتابة بهذه الأسئلة الصعبة والمقلقة في الآن ذاته، لكن لا بد من طرحها؛ فعليّ أن أجد جوابًا يقنعني، أو يرضيني لأستمر. لكن أستمر في ماذا؟ في الوجود وكفى؟!

بل في الحياة، إن تمكنت عبر هذا المتنفس الجديد الذي اكتشفته للتوّ (أنا وهو الكتابة) من حلّ هذا اللغز المحيّر لمعضلة وجودي، أو بالأحرى إثبات هذا الوجود بأية طريقة؛ علّني بعد ذلك أتمكن من الخروج من هذه القوقعة الداخلية العميقة التي أدخلني فيها هذا الوطن بخيباته المتكررة، وأمراضه المستعصية.

أكيد.. لا بد من إيجاد مسؤول عن هذه الفوضى التي تعيش بداخلي أو أعيش وسطها، لا أدري أيّ منهما الأصح ولا يهم كثيرًا. لا بد أن ألقي اللوم على الوطن، على الآخرين، على اللعنة التي أصابتني من القدر من يوم قرر أن يتفنن في رسم لوحته الكئيبة على حياتي.

لكن سؤالاً آخر يلح عليّ في هذه اللحظة: لماذا أكتب؟ ألا يمكن للكتابة أن تورّطني أكثر في الدهاليز الخفية بداخلي، وتحملني إلى تلك المتاهات المعقدة أين لا عودة منها ولا شفاء يرجى؟!

وماذا يهم ما دمت في كل الأحوال فانية؟ طبعًا، الموت واحد وإن اختلفت أشكاله وألوانه. على الأقل سأجرّب هذه المحاولة الأخيرة في التحدي أو التهرب من الواقع ومعطياته التي تؤكد لي حتى هذه اللحظة، حتى هذه الساعة الأولى من الفجر الذي يصارع الظلام في الخارج، حتى هذا الزمن الثابت من جلوسي أمام جهاز الكومبيوتر لأكتب، تؤكد لي أن لا معنى لبقائي على قيد هذه الحياة..

Pages