You are here

قراءة كتاب ظل أنثى الوزير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظل أنثى الوزير

ظل أنثى الوزير

رواية " ظل أنثى الوزير " ، تأليف اسامة عبيد ، والتي صدرت عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من اجواء

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 4

سيعيش وحيداً في قصره مع خادمة وسائق، حياة الوحدة جميلة جداً وممتعة، فيها حرية لأبعد حدودها، مثلاً بإمكانك أن تتجول عارياً كما ولدتك أمك في قصرك دون أن يقول لك أحدهم: هل أنت مجنون؟؟ يمكنه أيضاً أن يرقص ويغني على وقع الموسيقى التي يحبها دون أن يقول له أحدهم: هذا حرام... اتق الله، لكن بعد سنوات قليلة... قليلة جداً من الذي ستعيش معك نهايات حياتك؟ نهايات قصتك في هذا العالم، من سيواسيك عندما تمرض وتصبح الوزير السابق يعاني من وعكة صحية ألزمته الفراش الأبيض، لن يزورك أحد لأنك الوزير السابق وأنت لا تعني لهم أي شيء.

يرتدي مشلحاً (بشتاً) سكري اللون، يزعجه قليلاً... لكنه يعطيه شيئاً من الوقار والاحترام الذي يحتاجه طبعاً كوزير جديد، بجانب الثوب والغترة والعقال ليكون زياً سعودياً كاملاً، مقيد للحركة قليلاً... لو لم يغطِّ رأسه لظهر شعره الأبيض وصلعته التي بدأت تأخذ شكلاً مميزاً.

حضر أول جلسة له في مجلس الوزراء، كان الجو غريباً عليه، أجواء الهيبة والكلاسيكية التي تجعل الشخص يمل منها، أجواء الوزراء الغريبة والمريبة، أجواء ليست لطيفة جداً... الله يعدي أيام الاثنين على خير.

نعم الوزراء يعيشون حياة مترفة، لكن سنوات الوزارة تسرق من أعمارهم وأوقاتهم، دوام وسفرات خارجية وداخلية للاطمئنان بأن كل الأمور تسير حسب المخطط لها، لكن التخطيط هو الأهم، وضع آلية عمل واضحة تسير عليها الوزارة هو أهم ما يمكن للوزير أن يقوم به، أيضاً الصلاحيات الكاملة له، وبعد ذلك محاسبته إن أخطأ، لو قمنا بذلك لأصبحنا أكثر تقدماً من الآن، لكن الأخطاء واردة جداً.

فرّاشه يدعى العم حسن... يعيش في بطحاء الرياض، هو أكثر من يقابله في دوامه بمكتبه، قهوته الساعة التاسعة صباحاً وشايه بسكّره الزائد عند الواحدة ظهراً، بعد أدائهم لصلاة الظهر جماعة في مكتبه وهو دوماً الإمام ليس لكونه وزيراً بل لأنه يحفظ القرآن كاملاً ولله الحمد والمنّة، تعلمه في تحفيظ حيهم بجدة... حي الأندلس الذي عاش فيه وترعرع، هذا بخلاف الأوراق التي ينقلها العم حسن بين الموظفين في الوزارة، وقد عرض عليه حمود العمل في منزله مساء لكنه رفض، لأن لديه أسرته التي يحتاج قضاء وقت معها، رغم فقره لكن حمود وجد فيه الصديق والمأمن والكاتم على أسراره وحكاياته الخاصة.

معظم وقته يقضيه في عمله كوزير، مهمة عظيمة تحتاج إلى جهد منه وتفرغ كامل لها، لكنه يعيش وحيداً منذ رحيل والديه، يعيش دون أنثى والذي يعيش من دون أنثى لن يستمتع بحياته كما ينبغي لها أن تعاش، أن يحب أنثى هو أمر معقد بالنسبة له... أمر معقد جداً، يجب أن يغوص في أعماق فكرها قبل جسدها الذي لا يعني له أي شيء.

سأله فرّاشه العم حسن:

- هل أبحث لك عن عروسة؟؟

- أصبحت خطّاباً للوزير كذلك يا عم حسن، لا... فقط أعطني مزيداً من القهوة التي أحبها.

Pages