You are here

قراءة كتاب مغامرات في مدينة الموتى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مغامرات في مدينة الموتى

مغامرات في مدينة الموتى

رواية " مغامرات في مدينة الموتى " ، تأليف إبراهيم فرغلي ، والتي صدرت عن منشورات الضفاف للنشر

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 7

فنظر لي وقال بثقة: يعني بداخله عفريت هو الذي يجعله ينسى كل شيء هكذا.

ليلى قالت له بغضب:

- كيف تقول على زميلك هذا الكلام السخيف؟!

وانصرفت غاضبة وقررت ألا تتحدث معه مرة أخرى.

أنا باعتباري صديقة شادي المقربة أشعر أحيانًا بالارتباك؛ لأني أشعر بالفعل أن هناك شيئًا غامضًا له علاقة بموضوع النسيان. من المؤكد أن وراءه سرًّا غامضًا يقف وراء نسيانه أغراضه وأدواته بهذا الشكل، ويجعل الجميع يظنونه شخصًا غريب الأطوار.

حاولتُ أن أتذكّر الحوارات التي دارت بيننا، وكانت أغلبها عن الأشياء التي يحبها شادي: لعب الشطرنج على الكمبيوتر، البلاي ستيشن، لاعبـي كرة القدم المشهورين وخصوصًا ميسي ورونالدو، لاعبـي الفريقين الإسبانيين الشهيرين: برشلونة وريال مدريد، لكن أغلب أحاديثنا التي كنت أستمتع بها أيضًا كانت عن الكتب التي يقرأها.

بصراحة، لم أهتم أبدًا بكلامه عن الشطرنج ولا البلاي ستيشن؛ فأنا لا أحب كرة القدم، لا في الملاعب الحقيقية ولا في المباريات الإلكترونية والألعاب، لكني كنت أحب أن أسمع ما يقوله عن الكتب.

لم يكن مثلنا يقرأ فقط الكتب المصورة وألبومات الشخصيات الكارتونية الشهيرة، بل كان يخبرني أنه يقرأ قصصًا جميلة ويحكي لي عنها: "روبنسن كروزو"، "أوليفر تويست"، "علي الزيبق"، "الفرسان الثلاثة"، "مغامرات علاء الدين" من كتاب "ألف ليلة وليلة"، "رحلات جليفر"، وهذه كنت أعرفها من أمي التي قرأتها لي وأنا صغيرة، ومرات يحكي لي عن رسام إيطالي عاش في القرن السادس عشر اسمه ليوناردو دافنشي. كان يقول لي إنه قرأ له كتابًا جميلاً اسمه "حكايات عجيبة وأساطير غريبة". كما قال لي إنه كان رسامًا مشهورًا ومتعدد المواهب، وأخبرني أنه صاحب أشهر لوحة فنية في العالم، والموجودة في متحف اللوفر في باريس ويعرفها كل الناس إما باسم "لوحة الموناليزا" أو "الجيوكاندا". وقد أراني اللوحة في واحد من كتبه، وتعجبت من أن هذه اللوحة لتلك السيدة صاحبة الابتسامة الغامضة هي أشهر لوحة في العالم.

في مرة أخرى من المرات أخبرني عن كتاب رحلات اسمه "200 يوم حول العالم" كان كثيرًا ما يتكلم عنه، وعن البلاد الكثيرة التي يحكي عنها الكتاب. قال لي إنه يحب السفر، وإنه يتمنى أن يسافر إلى الفضاء الخارجي، وأن يصبح صديقًا لكائنات فضائية ذكية. سألته مرّة أن يعيرني كتاب "200 يوم حول العالم"، فقال لي بطريقة لم تعجبني:

- هذا الكتاب ليس للأطفال، هو أصلاً للكبار.

وعندما لمح ملامح الغضب، وتحول لون وجهي للون الأحمر، وهو ما أحسست به بسبب سخونة وجنتي، ارتبك وقال:

- لا يا عالية، لا تفهميني خطأ. هذا الكتاب بالفعل للكبار، لكني بسبب اعتيادي على القراءة بدأت أقرأ كتبًا تناسب عمرًا أكبر من عمري.

لكني لم أصمت.. قلت له بنوع من التحدي إنه إذا كان قادرًا على فهم أي كتاب فسوف أكون أنا أيضًا قادرة على قراءته وفهمه، وقلت له بسخرية:

- هل تظن فعلاً أن كتابًا يحكي حكايات كتبها رجل سافر بضع بلاد ويروي لنا ما يراه كتابًا صعبًا أو للكبار فقط؟

وهكذا أجبرته على الاعتذار لي.

هل كانت قراءة هذه الكتب هي السبب في ضعف ذاكرة شادي؟

آآآآخ.. تذكرت الآن شيئًا مهمًّا. أعتقد فعلاً أنني يجب أن أجد وسيلة لزيارة شادي في بيته فجأة ودون أن يعرف أنني سأزوره! نعم، يجب أن أزور شادي في بيتهم حتى أتمكن من كشف أسرار هذا الولد، صديقي الغامض كما يحب أن أسميه.

Pages