You are here

قراءة كتاب بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق

بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق

كتاب " بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق " ، تأليف شريف عبد العزيز , والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام .

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

شفيق : " كنت النظام الجديد في النظام القديم"
( 23 فبراير 2012 )
في مؤتمر حاشـد
سمعتُ هذه الكلمة منه وهو في لقاء جماهيري في المحلة في رمضان الماضي وكان عقب مأدبة إفطار خُصِصتْ لقدومه ضيفًا على الجماهير التي دعته للمشاركة، ولم يكن قد أعلن بعد نيته للترشح؛ ولم ينفي أيضًا.
الجُملة تعني الكثير، وهي أيضًا تحوي عدة مضامين يمكن أن تجيب على جدل تمَّ فرضه في الإعلام وكأنه أمر هام، بالضبط مثل جدلية "مدني وعسكري" التي يبدو أنها تمَّ فرضها أيضًا بقصد أو بغير قصد، وهي قد تضر بفُرص أي مرشح له خلفية عسكرية، كما أن جدلية "النظام السابق" أيضًا قد تسبِّب لدى بعض الناخبين عزوفًا عن انتخاب أي شخص امتهن منصبًا رسميًا في السنوات السابقة؛ بغض النظر عن أدائه وكفاءته ونزاهته.
فزاعة النظام السابق
الذين يشوحون بكلمة "أنت من النظام السابق" قاصدين الإشارة بأن كل من عمل في هذا النظام لا يصلح للمرحلة الجديدة في إدارة الأمور في مصر، يفعلونها بحسن نية أو بسوء نية محاولين النيل من سمعة أي مرشح والتقليل من فُرصه الانتخابية باختلاق فزاعة يسمونها "النظام السابق"، وهي كلمة أصبحت سيئة السمعة؛ أو هكذا تبدو، ويتم لصق بعض التُهم بها بشكل مباشر ولو بدون بينة، فأصبحت كلمة "أنت من النظام السابق" تعني أنه بالضرورة فاسد أو متسلق أو ظالم أو غير كفؤ أو ولاؤه للفاسدين، وهكذا... وهي طريقة معروفة في الوصم، بمعنى أنك تختلق تعريفًا وتضع تحته عدة مسلمَّات هي في الحقيقة كلها جدليات غير حقيقية، ثم يتم التسويق للمصطلح، ثم يتم لصقه بمن شئت لتشويهه وجعله في خانة الدفاع عن النفس، مضيعين على المرشح وقتا كبيرًا يحاول فيه الدفاع عن نفسه، بينما مرشحون آخرون يتحركون بحُرِّية في فضاء الرأي العام لمجرد أنهم لم يمتهنوا مِهنًا رسمية في النظام السابق.
كلهم عملوا في النظام السابق
ما هو النظام السابق ؟ هل هي مؤسسات الدولة الرسمية من وزارات وهيئات ونقابات وجامعات وغيرها ؟ إن كان هذا هو النظام السابق فالكل عمل فيه تحت مسمى وظيفي ما، فمرشح معروف كان في نقابة الأطباء وله منصب رسمي، وآخر محامي، وآخر وزير خارجية، ومرشح آخر عمل في وكالة الطاقة سيئة السمعة أصلاً؛ بيد أنه تمَّ تبرئته من تهمة التواطؤ المخابراتي لمجرد أنه على هوى النُخبة التي تحترف إسباغ ألقاب النعمة والنقمة حسب مقاييس مطاطية تصلح أكثر في قصص ألف ليلة وليلة، لأننا في الحقيقة نتحدث في الهزل وليس الجد على الإطلاق.
كفاءة ومنهج تفكير
قبول الآخر ورؤية للتطوير وتقديم الكفؤ وحسن الإدارة ومكافأة المتقن ومعاقبة المهمل وتقليل الخسائر وزيادة الإنتاجية وتأسيس بنية تحتية بدون عبء على ميزانية الدولة، والوقوف أمام قرارات سياسية سيئة السمعة، وتقدير قيمة العمل، والقتال من أجل الوطن على خطوط الموت الأمامية في أربعة حروب.... كل هذا لم يشفع لأحمد شفيق.. ولذا قام أبطال النخبة الأشاوس بفرضياتهم القشرية بتحييد هذا الإنسان واعتباره جزء من نظام سابق.. غير أن كل ما فعله موثق بالأرقام محليًا ودوليًا، وأنه كان يعمل خادمًا لمصر ولمواطنيها، لا خادمًا لنظام ولا رأسه... بينما محترفو الكلام يمارسون الإقصاء والقمع وتصنيف الناس.. وكأنه لم تحدث ثورة، فهم وإن كانوا يعارضون نظام مبارك؛ فهم في الحقيقة يلعنونه نهارًا، ويمتهنون منهج تفكيره ليلاً... فهم امتداد لنظامه الذي تهاوى، بينما هم يشيرون إلى الناس متهمين إياهم بانتمائهم للنظام السابق.
من الذي يصلح لمصر ؟
الكفؤ القادر الذي لديه خبرة، قادر على احتواء المخالفين وجمعهم على طاولة واحدة، يعرف أين الضرر ويعرف كيف يصلحه، بطولاته ليست ورقية ولا صوتية، ونضالاته ليست عنترية ولا لاءاتية انتقادية اعتراضية وحسب... هذه السمات الشخصية ليست في كثير من المرشحين، وأعتقد أن قول شفيق إنه كان النظام الجديد في النظام القديم، كان قولاً محقًا إلى حدٍّ بعيد، فهو في الواقع مؤيَّد بأدلة لا حصر لها من إنجازات وأفعال لا يمكن تجاهلها.
احذروا نخبة نظام مبارك وخطابها الاقصائي
وأعتقد أن غالبية الشعب المصري فطنت لتلك النُخبة وأصبحت في عداء معها يتزايد مع الوقت بسبب أنها أدخلت مصر في جدليات لا قيمة لها، وفرضيات ما أنزل الله بها من سلطان، واستمدت من "بكابورتات" النظام السابق أدبياتها الثورية، فهي مهترئة متماهية في القمع والعنجهية والتعالي وفرض حلول نخبوية وشعارات عنترية تجعلهم في حالة عزلة متزايدة عن جماهير الشعب المصري.
أين أخلاق الإسلام ؟ أين القيم الليبرالية ؟
يستفزني كثيرًا أن بعض المرشحين الذين يعلنون مرجعيتهم الإسلامية يستخدمون منهجًا غير إسلامي في التعامل مع الناس، فالإسلام علَّمنا تقدير الكبير، والاعتراف بالفضل، وتمييز المُسيء من المخطئ، وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بعمل من يعمل، وشهادة الحق ولو كانت ضد الهوى... لا أدري كيف يريدون حكم مصر بالإسلام، وأفعالهم الشخصية لا تنتمي لهذه المرجعية، ثم هم يقولون انتخبونا ليكون الإسلام أسلوب حياة ؟... تقصدون أسلوبكم أنتم في الحياة ؟ بمعنى اتهام الناس بالباطل بدون دليل ؟ وإطلاق أحكام مرسلة بلا أي ضمير ؟ والتقليل من شأن العامل واحتقار إنجازه لأنه يخالفك الرأي ؟ والكلام بعنجهية إقصائية بشعة ؟ وفاشية تنضح بوضوح من كلمات يسمونها ثورية ؟
الغريب أني تربيت في مدرسة الإخوان المسلمين سنينًا طويلة وتعلمتُ الإسلام بشكل وسطي وكان من أول ما تعلمته هو أن صاحب الفضل نعترف بفضله ولو خالفك في كل معتقد، وصاحب الحق يرد له حقه ولو خالفك في كل فكر أو فكرة... الغريب أن الفريق أحمد شفيق يحترم كل منافسيه، متمثلاً أخلاق الإسلام تلك بدون أي راية إسلامية يرفعها، ويفتح يديه للجميع من أجل الحوار والبناء كأفضل ليبرالي يتحدث عن قبول الآخر... بينما المرشحون الإسلاميون والليبراليون يدوسون على قيمهم التي يزعمون أنهم ينهلون منها بمنتهى الصفاقة.. ثم يقولون: هذا بضاعتنا فاشتروها.
نظام النُخبة الجديد :لغة ثورية بمضامين مباركية
هو نظام خالٍ من حلول فعالة، مليء بالمهاترات والجدليات الهزلية الخالية من مضمون، يقصي المختلف، ويتحدث بفاشية مطلقة، ويمنع الآخر من حقه في التعبير، ويستخدم أساليب التشويه والشيطنة للمختلف بقصد تدميره، يتحدثون بلغة ثورية وأفعالهم كلها مباركية... ليس هذا التغيير الذي نصبو إليه... فلن نستبدل نظام مبارك بنخبته... شئتم أم أبيتم .
 

Pages