You are here

قراءة كتاب استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

كتاب " استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره " ، تأليف ناديا شبيب ، محمد عمر الشلاح ، والذي صدر عن

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

المقدمة

الأمومة منحة رائعة وغالية من الله تعالى خص المرأة بها ولا تعرف مدى روعتها إلا الأم التي عاشتها وحملت مسؤوليتها.
 
تواجه كل شابة واعية، عندما تصبح أماً، موقفاً تجد نفسها فيه تحمل مسؤولية كبرى، هي مسؤولية تربية طفل وتغذيته وتنشئته، طفلٍ لا حول له ولا قوة ولا بقاء له بدون رعايتها. وبقدر ما تكون هذه الرعاية سليمة منذ البداية بقدر ما يتمتع الطفل بفرص أكبر لينمو ويترعرع صحيح الجسم ومعافى. 

حينما نؤسس طفلنا منذ البداية قوياً سليماً ونجنبه الأخطاء البنيوية منذ الطفولة فإننا نقدم له خدمة ترافقه مدى الحياة وتؤثر في مجرى مستقبله كله. ولذا فليس من الغريب أن يكون موضوع تغذية الطفل بالأغذية الصحية والصحيحة والمناسبة لعمره وتعويده السلوكيات الصحيحة على المائدة هي الشغل الشاغل لكل أم في هذه المرحلة العمرية لطفلها. وليس غريباً أن تضع كل أم نصب عينيها البحث عن الحل المناسب لكل تصرف من تصرفات طفلها في إطار ما وصلت إليه علوم التغذية من جهة وعلوم التربية من جهة أخرى ولابدَّ من الإشارة هنا إلى أن كثيراً من قواعد السلوك المرتبطة بالطعام التي تنطبق على واقع الأطفال في العالم الغربي لا تنطبق على عالم أطفالنا، لأننا نريد لأطفالنا أن يحافظوا على سمات شخصية تحدد انتماءهم الثقافي.
 
ما أكثر تصرفات الطفل وما أشد تنوعها بالرغم من صغر عمره. فتارة يأكل قليلاً من الطعام وأخرى يقبل عليه إقبالاً شديداً وثالثة يحاول أن يضع أمه تحت الضغط أو يبتزها فيرفض الطعام بشكل مطلق حتى يتحقق له ما يريد ورابعة يقلب طبق الطعام؛ وما بين مخاوف الأم من زيادة وزن الطفل أو نقصانه ورغبتها في غرس العادات الغذائية السليمة وآداب المائدة في طفلها تبحث جادة عن التصرف السليم في كل موقف من المواقف ويبقى ذلك شغلها الشاغل وتسعى لجمع المعلومات ممن سبقها في الخبرة في هذه المجالات، وكل يدفعها يميناً أو شمالا.
 
وهنا يتزاحم في ذهن الأم مائة سؤال وسؤال، وتجد نفسها مشدودة برغبة لا حدود لها لمعرفة ما هو الأفضل ؟ ما الطريق الصحيح في رعاية أغلى ما منحها الله تعالى في حياتها ؟ 
لهذا كله وتلبية لرغبة الأمهات الشابات في الحصول على دليل عملي ومعيار علمي  حيادي يرشدهن في عملية تغذية أطفالهن نقدم لك أيتها الأم هذا القسم من كتاب "طفلي ذلك الكنز الثمين"، حول التربية الغذائية بعنوان: " تغـذيـة الطفـل منذ الولادة وحتى السادسة من عمره "، ليرافقك خطوة خطوة كدليل في تنشئة طفلك. كي ينمو صحيح الجسم، سليم البنية.. ونرجو من الله تعالى أن يعيننا ليكون هذا الجهد فاتحة لسلسلة من المواضيع التي تعين الأهل على حسن تنشئة أطفالهم وتربية فلذات أكبادهم.

يهدف هذا الكتاب إلى:
1-    تعريف الأم بالغذاء الصحي المفيد للطفل وبطريقة تقديمه له منذ الولادة وحتى السنة السادسة من العمر.وقدمنا في هذا الإطار معلومات علمية مستقاة من منهج طب الأطفال وبأسلوب واضح ومبسط؛ ومعلومات تربوية مستقاة من ثقافتنا ومن علوم التربية الحديثة وبأسلوب عملي.
2-    تنمية ثقة الأم بقدرة طفلها على تقدير احتياجه من الطعام حسب الصوت الداخلي لديه.
3-    إلقاء الضوء على تأثير الوراثة وتأثير العوامل المكتسبة على النمو والوسائل المساعدة في تعديلها.
4-    تربية الطفل على آداب الطعام وغرس آداب السلوك المرتبط بتناول الطعام المستقاة من ثقافتنا لديه.
5-    تبصير الأم ببعض الاضطرابات الغذائية وبعض المظاهر المرضية وسبل الوقاية منها. 

يتمتع هذا الكتاب بعدة ميزات تجعل منه مرجعاً في التغذية وفي الوقت نفسه في التربية الغذائية فهو:
أ‌)  يعطي إجاباتٍِ عن أغلب تساؤلات الأهل المتعلقة بتغذية الطفل من حيث نوعية الطعام وكميته وكيفية تقديمه، أي من حيث الشكل والمحتوى والمضمون ويؤكد على التنوع الغذائي.
ب‌) ويعتمد في الوقت نفسه على تغذية الطفل بمواد غذائية طازجة لم تمر بمراحل التصنيع والتعليب والحفظ والملونات والمنكهات ومواد الكونسروة  وهذا يتوافق مع بيئة بلداننا التي تذخر بالمنتجات الطبيعية في فصول السنة كافة ويتوافق مع قدرة العائلات الشابة المالية.
ج) يضع برنامجاً غذائياً متكاملاً ويقترح وسائل تقويم عوامل بنيان جسم الطفل من حيث النحول أو البدانة أو من حيث الطول والقصر. 
د) ويعالج المشكلات السلوكية للطفل المتعلقة بتناول الطعام و يقترح الحل الأمثل لكل منها ويبرز السلوكيات المنسجمة مع آداب الطعام ويعززها. 

تمت معالجة موضوع تغذية الطفل في هذا الكتاب من خلال خمسة فصول،
ـ عرض الفصل الأول منها الخبرات المتنوعة في تناول الطعام والقواعد الأساسية في التغذية السليمة، 
ـ وتناول الفصل الثاني دور كل من الوراثة والبيئة في نمو الطفل وتطرق إلى كيفية المساعدة سعياً نحو الاعتدال في النمو، وسلط الضوء على حاجات الطفل الغذائية الأساسية والتنوع الغذائي والهرم الغذائي. 
ـ وشرح الفصل الثالث الدور المنوط بالأم في تغذية الطفل بحيث لا تضع ولدها تحت الضغط أو الإكراه، ولا تعطيه الفرصة ليضغط هو بدوره عليها. 
ـ واشتمل الفصل الرابع على برنامج غذائي للسنة الأولى من العمر وضمّ السلوك المناسب في تناول الطعام والذي يتوافق مع كل فئة عمرية  حتى سن دخول المدرسة بما ينسجم مع القواعد الأساسية في التغذية السليمة بالشكل والموضوع والمحتوى.
ـ واحتوى الفصل الخامس على توجيهات عن كيفية التعامل مع الأطفال الذين تظهر لديهم اضطرابات جدية في تناول الطعام.

يتوجه هذا الكتاب بالدرجة الأولى إلى الأمهات لأنهن هن المسئولات أولاً وأخيراً عن تغذية الطفل في هذه المرحلة العمرية؛ كما يتوجه إلى الجهات والمؤسسات المناط بها توعية الأم ورفع مستوى ثقافتها في مجال التغذية والتربية الغذائية، من ذلك إدارات توعية وتنمية المرأة والأسرة ومؤسسات رعاية الطفولة والأمومة؛ كما يتوجه إلى الجهات المسئولة عن دور الحضانة ورياض الأطفال حيث يقضي أطفال الأمهات العاملات جزءاً كبيراً من يومهم فيها. راجين أن يكون دليل عمل بناء في تغذية الطفل وتنشئته في السنوات المهمة التأسيسية من عمره. 

نتمنى لك أيتها الأم نجاحاً باهراً في تطبيق قواعد التغذية السليمة وشهيةً طيبةً للأسرة كلها! وأن يكون الطعام والغذاء مجالاً إيجابياً في ربط الأسرة بعضها ببعض وجعل ذكريات الطفولة عند الأجيال القادمة ذكريات محببة وجميلة لا ذكريات تعاسة وتسلط...

Pages