You are here

قراءة كتاب استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

كتاب " استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره " ، تأليف ناديا شبيب ، محمد عمر الشلاح ، والذي صدر عن

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

الفصل الأول 
تناول الطعام بشكل صحيح
هل هو متعة للطفل والوالدين 
أم مدعاة للتوتر 

يتناول هذا الفصل
•    خبرات الوالدين وخبرات الأطفال وذكرياتهم الجيدة والسيئة المرتبطة بموضوع: "تناول الطعام"
•    المشكلات التي تظهر في عيادة طبيب الأطفال، وفي أي سن تظهر هذه المشكلات؟ 
•    قواعد وأصول التغذية السليمة في السلوك والمحتوى

الإكراه والقسر الغذائي
تتعدد وتتنوع خبرات الأطفال وخبرات الأمهات في مجال تناول الطعام ، ويحمل كل منا في جعبته الخبرات الأليمة والخبرات الممتعة- شاء أم أبى- والمرتبطة بالغذاء وبمائدة الطعام . ولا أزال أذكر حتى اليوم حساء الطحين المسمى "الحريرة" المعد من الطحين المحمص بالسمن والمطبوخ بالماء والذي كانت أمي تسارع إلى إعداده بناء على توجيهات الجدة كلما شكا واحد من الأطفال من بلعومه أو لوزتيه أو أصيب بارتفاع بسيط في درجة حرارته . كانت أختي الأصغر تكره هذا النوع من الطعام، وبسبب الإكراه الذي كانت تتعرض له كانت لا ترغب بتناول أي شيء. ولذا ، وعندما أحضرت لها أمها طبق "الحريرة" إلى سريرها ، شعرت بأنها ستختنق لمجرد شمّ رائحة الطعام ناهيك عن أكله ! فما كان منها إلا أن أطبقت شفتيها وأشاحت بوجهها بامتعاض. وهنا بدأت المناوشات.. وككل الأمهات تبدأ المحاولات باللطف والمحبة : "هيا يا لينا، ملعقة من أجل ماما ، وأخرى من أجل بابا ، هيّا وأخرى من أجل الجدة " ويتصعّد التوتر حين تبدأ لينا بالبكاء قائلة " أنا لا أحبه !! "، وتتلقى لينا الأمر: "يجب أن تأكلي أم أنك لا تريدين أن تتعافي ؟؟ "
وبين أخذ ورد، وتحت وابل من الدموع وكثير من التهديدات والترغيب تطعم الأم الطفلة وتنتهي الوجبة وقد أنهكت كل من الأم والطفلة...
تقول السيدة لينا الآن على الرغم من أن مقصد أمي كان طيباً بالطبع ، إلا أنني حتى الآن وبعد ثلاثين عاما أشعر بانزعاج شديد في معدتي حين أفكر "بالحريرة" ! وحتى اليوم أكره كل ما يمت بصلة لهذا النوع من الطعام . حتى أنني حين أطعم أطفالي طعاماً مشابهاً فإني أعاني كثيراً عندما اضطر لتذوقه!!"

ماذا عنكم أيها الأهل ؟ هل يخطر على بالكم ذكريات من طفولتكم الشخصية حول موضوع "تناول الطعام" ؟ رائحة ما، شعور ما، ذكرى معاناة مزعجة لا تزال تلاحقكم حتى الآن ؟

تخلّف الخبرات السلبية في الطفولة حتمًا آثارها في النفس ، من توتر شديد وأعصاب مشدودة وضغوطات مرتبطة بتناول الطعام . فإذا ما أضيف إليها عاداتنا اليوم في الأكل التي لا نرضى عنها والوزن المزعج زيادةً أو نقصاناً ، أصبحت عملية تناول الطعام أمراً معقداً ومتعباً ومملوءاً بالمطبّات التي قد نقع فيها . ولكن طفلك – سيدتي الأم - يحتاج، إضافة لتقديم طعام جيد على المائدة، إلى منحه ثقتك ومنحه الشعور بالثقة والطمأنينة والمحبة، التي قد تكونين حرمت منها في طفولتك، عندها فقط يستطيع الاسترخاء والأكل بشكل سليم. ودون هذه الثقة تبدأ المعارك على المائدة مما يعني توتراً مصاحباً لكل وجبات الطعام!

Pages