You are here

قراءة كتاب العالم رحلة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العالم رحلة

العالم رحلة

كتاب " العالم رحلة " ، تأليف عبدالله مناع ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

استانبول: "مفرق" الشرق والغرب.. وملتقاه؟

كان هدف الرحلة إلى "تركيا".. هو المشاركة في أعمال ندوة عن "العلاقات الثقافية والإعلامية بين المملكة وتركيا"، نظّمتها ودعت إليها جمعية الصداقة العربية السعودية- التركية المشتركة.. التي يرأسها رجل ديناميكي شديد الحماسة والإخلاص، يجيد العربية بمثل ما يجيد لغته "التركية". له صفحة ناصعة في خدمة اللغة العربية تعليماً، والقرآن حفظاً، لمختلف الراغبين من الرجال والنساء الأتراك.. مع جهد مثير للإعجاب في نقل جانب من الفكر الإسلامي المعاصر إلى اللغة التركية هو: الشيخ صالح أوزجان.

ويبدو كما لو أن هذه الندوة "قد حالف التوفيق موعدها" إذ جاءت بعد قدوم الرئيس كنعان إيفرين إلى السلطة وتصويت الأتراك بما يشبه الإجماع على الدستور الجديد الذي طرحه عليهم وما تبع ذلك من عودة الديمقراطية ووصول حكومة منتخبة برئاسة "تورغوت أوزال" إلى الحكم وما صاحب ولَحِقَ كل ذلك من توجّه جديد مغاير نحو الدول الإسلامية.. بما يفتح الطريق لتذاكر أسباب الفتور الإعلامي والثقافي بين تركيا والعرب بصفة خاصة.. وتركيا والدول الإسلامية بصفة عامة.

وليس من شك في أن ذلك الفتور الإعلامي والثقافي.. كان حقيقة.. وكانت له أسبابه التاريخية والسياسية المختلَف حولها بين العرب بعضهم البعض من جانب.. وبين الأتراك والعرب من جانب آخر، ولكنّ نتيجته الفعلية كانت كليَّةً في ضمور وتقاصر معرفة الشعبين بعضهما ببعض.

وإذا تركنا "غليان" السياسة.. فإن واحداً من أبرز كتّاب صحيفة "الترجمان" هو الأستاذ "أرغون كوزه" قد جسد ذلك الضمور والتقاصر.. عندما روى في آخر جلسة من جلسات الندوة حقيقة - تشبه.. النكتة – عن رجلين "تركيين" ذهبا إلى الحج في عام من الأعوام.. وبعد أن أتما حَجَّهما وعادا إلى تركيا حضر بعض أصدقائهما للسلام عليهما وتهنئتهما بأداء الفريضة.. وقبل أن يغادرهما سأل أحد هؤلاء الأصدقاء "الحاجَّيْن" التركيين: كيف وجدتما مكة والمدينة.. وأهلها..؟

فأجاب أحد الحاجَّين.. قائلاً: لقد اكتشفنا هناك – المقصود مكة والمدينة – أن الناس يؤذنون بـ"التركي" ويقرأون القرآن بـ"التركي".. ولكنهم عندما يتكلمون فإننا لا نفهم اللغة التي يتكلمون بها..؟!

وواضح من هذه "النكتة" – الحقيقة، أن "الحاجَّين" التركيين اعتقدا أن الأذان الذي يسمعانه من آلاف المنائر في مختلف المدن التركية.. هو بـ"التركية" وليس بـ"العربية".. وأن القرآن الذي يُتلى في المساجد التركية هو أيضاً بـ"التركية" وليس بالعربية.. ولذلك فقد هالهما أن "الناس" في المدينة و"مكة" يتكلّمون لغة غير مفهومة لهما!!

* * *

Pages