كتاب " حداثة بلا جذور " ، تأليف د. أمينة غصن ، من اصدار دار الفارابي للنشر والتوزيع ، نقرأ عن الكتاب :
تقول الدكتورة أمينة غصن في مقدمة كتابها حداثة بلا جذور بأنه لما كانت الحداثة العربية تستجدي الأقنعة والرموز والأساطير وأساليب التورية والكناية والتقنية وأسئلة الثوابت والمتحولات، وإشكالية الوحدة والانسجام التي تنهض بازائها إشكاليات التشظي والاختلاف والبعثرة والهدم في البحث عن أصول "لقيطة" وأخرى "هجينة" تحتم على هذه الحداثة، التي لا تزال تجتر ترسبات ماضيها، أن تستعين بكتاب أصدره ميشال فوكو بعنوان "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" 1961 لعلها تجرؤ على المستبدين بخطاب لها واحد بغير منازع، هو خطاب تكفير الإبداع، وخطاب الذات الجماعية لا الفردية، وخطاب الغيب الأكمل الذي تحقق في ماضٍ اختصر كل زمان سواه، وألغى الحاضر والمستقبل بحيث أن "الغياب الأكمل" صار "كالعَوْدِ الأَبدي" الذي قال به نيتشه، عَوْداً يسير القهقرى إلى نقطة بدايته.
وتضيف قائلة بأن هذا التراجع في الحداثة العربية كان سببه الخوف الناشئ من الأخذ بالعقلانية الديكارتية التي لا تستبعد أساطير القدماء وآلهتهم وطقوسهم بل تحتويها وتجعل منها نقطة انطلاقها، ولهذا كان ديكارت يقول: إن كل ما يعرف يكاد لا يكون شيئاً إذا قورن بما ما يزال علينا أن تعرفه". هذه المعرفة تقوم عند ديكارت المنهجي بالحرية، ومحاربة الأفكار المسبقة والظلامية، ومبدأ الشك المنهجي كطريق إلى اليقين، مما يعني القبول بالصفحة البيضاء المتروكة لحرية الاختيار.
حول هذا الموضوع يدور كتاب الدكتورة أمين غصن "حداثة بلا جذور" في خطوة بحثية تهدف إلى حثّ الفكر العربي على الخطو نحو حداثة بعيدة عن تراكمات المأثورات والخطوط التي وضعت في الماضي في وجه إثارة إبداع الفكر العربي في شتى المجالات الفكرية بصورة عامة والأدبية على وجه الخصوص.
مشاركات المستخدمين