You are here
مدينة لا تقرأ
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
Overview
كتاب "مدينة لا تقرأ"، فكرة الكتاب تضع المدينة بتناقض مباشر مع القرية، لا على الإعتبار التقليدي الذي يميز بين السلوكيات المختلفة بين المجتمعين, بل على اعتبار أنّ القرية تتّسم بالصغر والمحدودية ، وهي كيان إجتماعي مصغَّر يستطيع الإنسان معرفته والإحاطة به، وبالوقت ذاته يستطيع هذا المجتمع المحدود معرفة الفرد وحفظه , وهذا يريح الإنسان كثيراً بما أنّه توّاق للمعرفة يسعى دائماً إلى جعل الكون قرية صغيرة ،
وبالتالي على مبدأ -أنّ نقيض النقيض هو الشيء نفسه ، نجد أنّ القرية تعني الوطن . والوطن يعني المعرفة والتواصل .
ومن هنا بُغضت المدينة وهُجيب ولُعنت.
المدينة بمعناها اللامعرفي وبشكلها الإغترابي،ومن ثم تمّ اللجوء إلى الوطن الغنّي بالمعرفة والتلاقي والتجمّع والقائم على قراءة الشيء وجمعه ومعرفته، فتصبح القاعدة : أنا أعرفك؛ فأنا أقرأ أفكارك وأجمعها .
والمدينة التي لا تقرأ سكّانها, هي المدينة التي لا تعرفهم ، وهي الإغتراب القاسي، وهي الإزدحام والإختلاط، والإتساع، واللامحدودية، حتى يصبح الإنسان فيها رقم أو رمز لا يكترث له أحد .كما يقول الشاعر لوتريامون في أناشيد مولدورور "الإنسان يتوقف في الشارع ليرى كلبين يتماسكان ولكنه لا يتوقف عند مرور جنازة".
مشاركات المستخدمين