You are here

$5.99
التضحية بجندي الفارس

التضحية بجندي الفارس

المؤلف:

0
No votes yet

الموضوع:

تاريخ النشر:

2017

isbn:

978-9933-536-93-0
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

Overview

كتاب " التضحية بجندي الفارس " ، تأليف : وليم فوكنر، ترجمة : سيزار كبيبو ، والذي صدر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

قبل عدة سنوات جاء أنسلم هولاند إلى مقاطعة جفرسون. لا أحد يعلم أي رياح ساقته، كان حينئذ شاباً متعدد المواهب، طاغي الحضور. وبعد ثلاث سنوات تزوج الابنة الوحيدة للرجل الذي يمتلك أفضل ألفي فدان في المقاطعة. انتقل بعدها للعيش في بيت والد زوجته، وبعد سنتين أنجبت له زوجته توأمين من الذكور، وتوفي لاحقاً حموه تاركاً له جميع أملاكه، بعد أن أصبحت باسم زوجته الآن. كنا، نحن أبناء جفرسون، نسمعه يتبجح بصوتٍ جهوري بما كان يسميها "أرضي، محاصيلي" ونتلقى دعاباته السمجة. كان يدّعي ملكيته لها حتى قبل وفاة والد زوجته. ونظر كل من ترعرع هنا إليه بشيء من البرود وبقليل من الارتياب، كمن ينظر إلى رجلٍ قاسٍ بل وحتى (استناداً إلى الروايات التي رددها السكان البيض والسود على حد سواء وكما رددها آخرون ممن تعاملوا معه) إلى رجل عدواني. غير أننا، وتقديراً لزوجته واحتراماً لحميه، كنا نتعامل معه بلباقة إن لم نقل باحترام. وعندما توفيت زوجته، بدورها، وكان توأماه حينها ما يزالان طفلين، ساورتنا الشكوك إزاء مسؤوليته عن وفاتها، إذ كنا نعلم كيف تآكلت حياتها بسبب العنف الشديد لهذا الغريب الضال. ولذلك لم نُفاجأ إطلاقاً عندما بلغ ولداه سن الرشد، وهجر أحدهما تلو الآخر المنزل نهائياً وإلى الأبد. وذات يوم، وتحديداً قبل ستة أشهر خلت، وجدنا أنسلم ميتاً، كانت قدمه عالقة بإحكام في ركاب سرج حصانه، وكان جسده مهشماً بشكل كبير كما لو أن الحصان قد قام بجره عبر سياج السور (كانت آثار السياج لا تزال ظاهره على ظهر الحصان وخاصرته إلى جانب آثار الضرب التي تعرض لها في إحدى نوبات غضب أنسلم). لم يأسف أي منا على موته، لأنه ارتكب، قبل وقت قصير، فِعلاً أثار حفيظة الجميع، واعتبره سكان بلدتنا انتهاكاً شنيعاً. فقد سمعنا أنه في يوم وفاته قام بنبش الأضرحة الموجودة في مقبرة عائلة زوجته، ولم يسلم حتى قبر زوجته من وحشيته، فقد انتهك سكينة القبر الذي رقدت فيه لمدة ثلاثين عاماً. لهذا السبب، دُفن الرجل الخرف الذي نهشته الكراهية والحقد وسط القبور التي انتهك حرمتها. فُضت وصيته لاحقاً لإثبات صحتها حسب الأصول. تلقينا فحوى الوصية دونما دهشة. ولم نستغرب تعمّده توجيه ضربة أخيرة من قبره للشخصين الوحيدين اللذين يمكن له إثارة حنقهما وغضبهما وإلحاق الأذى بهما: لحمه ودمه.