You are here

$3.99
تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)

تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)

المؤلف:

0
No votes yet

الموضوع:

تاريخ النشر:

2014

isbn:

978-9957-77-176-8
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

Overview

كتاب " تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1) " ، تأليف محمد السيد ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قال رسول الله :
العصبية: «أن تعين قومك على الظلم».
وقال : «الدين النصيحة».
إنها كلمات لهذا الزمان، فقد كانت عنوان الزمان المنصرم، وهي تاج يجب أن تُزين عرف الزمان القادم. فمنذ كان قدر المخلوق البشري أن يمر في هذه الدنيا ولو لفواق ناقة، وهو يتوجع من مضاجعة الضياع إلا من رحم ربي.
وليس الذي بنا من تلك المضاجعة الفاجعة سوى أوهاق من كسب أيدينا: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس».
المسافة التي بين الناس وبين أن تكون حياتهم آمنة لا تتعدى أن ترفرف أجنحتهم منسحبة من قواقع الانصياع لهمهمات النفوس الأمارة، ووسوات السماعين لدندنات تحاول الاستيلاء على العقول والقلوب المتبرجة للغزو، متصدية له بتقليد عجيب، وبتبعية غاية في الهيام بفكر الآخر، دون انتقاد ولا استيعاب فهي تباريح من أغرار لا جذور لهم، ولا انتماء فيهتدوا..! فهم كما وصف ذو الرمة حاله ببيت من الشعر بليغ معبر:
أخط وأمحو الخط ثم أعيده
بكفيّ، والغربان حولي وقع
إن أوضاعنا في حالة ارتباك وتردد، وزوغان عن الهدى الذي جلب هذه الأمة لتكون شاخصة في مواعيد الأمم وحضورها الألمعي، قائدة فذة حملت على أكتافها أثقال أوقات القرون الطويلة، فأحسنت إلى البشرية كثيراً وإن كان في الحسن بعض الضباب، مندفعاً في لحظات مقفرات، غير مخصبة بندى الكتاب العظيم.. لكنها – تلك اللحظات – ما تلبث أن تستلم للهدى الرباني الندي، فتعود الأمة إلى سيرتها مديدة القامة، عصية على الذوبان، إلى أن جاء عصر ما يسمى «بالنهضة» حيث احتلت البلاد، واستعمر الفكر وغزت الثقافة الغربية مساحات شاسعة من أوطاننا، وأعداداً كبيرة من أهلينا، فرأيتنا وقد أصبح المنكر فينا معروفاً، والمعروف بيننا منكراً، يسكن فينا حب تقليد المهزوم لمن هزمه وتغلب عليه، وأصبحت خيمات العزاء تودع كل يوم قيمة من قيمنا التي نعتز بها، وتميزنا في العالمين.
وعندئذٍ قلت في نفس لم أنت صامت، ترنو إلى المشهد المرتبك، وكأنك متفرج أجنبي على مسرحية لا تفهم لغة ممثليها؟! انهض إلى دور يقبل جباه الشوارع.. أيادي المقبلين والمديرين، فلعل أحلام وردة بدأت تتفتح أكمامها في ربيع الأمة، تستكمل النهوض قبل أن تذبل الهمم على وقع أقدام الهائمين على وجوههم ميمين شطر كراهية الخروج من خبال التبعية والاندثار.
إنك لست الوحيد في هذا الميدان، ولست الفريد فيه، ولست الأول في مضماره، ولست الأخير.. إنك واحد من الرعيل المحب لنهوض الخيل من كبوتها على هدى الكتاب والسنة. فارتحل مع الراحلين في هذا السبيل.
وكتبت هذه السلسلة من الكلمات التي أحسبها في صميم المراد من نهضة تبتغي فض الكلمات غير المهتدية، وقد تكون دليلاً على درب الهدى والفلاح.
وأنا بذلك لا أزكي نفسي على الله، فهو حسبي فيما عملت وأعمل وفيما خط قلمي ويخط، وهو ولي النوايا الصالحة إن اهتدت أفعالها بأوامره ونواهيه وهدي رسوله الكريم .
وهذه السلسلة منوعة الموضوعات، منها ما هو بشأن التحدي، ومنها ما هو متعلق بالتربية، ومنها ما يتكلم في الاجتماع وفي الحضارة، ومنها ما هو في الإعلام أو في الثقافة أو في السياسة أو في مسؤولية الأقلام، أو في زيغ الأفكار أو ما هو متعلق بشأن المرأة والأسرة، أو بشأن الأدب والإبداع وغير ذلك من الموضوعات المطروقة في الساحة اليوم... وهي كلها نصيحة... وليست عصبية منتنة... والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فريضة.
فإن أحسنت فيما قدمت فهو من الله، وإن أسأت فهو من نفسي واجتهادي ... راجياً مولانا العزيز الكريم أن يرحم ويعفو عن العبد الفقير، ويكتب له الأجرين.. وإلا فالأجر.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.