3.666665
Average: 3.7 (3 votes)
عبر قوس واسع من الموضوعات وثيمات الكتابة، في نصوص تتماسّ مع الواقع بقوة دون أن تستنسخه، تقدم أبو الحيّات اقتراحها الجماليّ ، وتضع نصّها بثقه بين مجايليها في الكتابة الفلسطينية الجديدة. قصائد تمتلئ بتفاصيل أمهات وأطفال، يعايشون الفقدان والخسارات والوجود والصخب والشهوة. تتوزّع فيه الابتسامات حتى وإن كانت ابتسامات راحلة. كتاب يريد أن يقول إنّ الابتسامة هي كل ما يبقى من تلك القلوب الدافئة التي تغيب.
في عملها هذا تواصل الشاعرة تقديم نص منغمس في الواقع دون أن يتخلّى عن التحليق بجناحيْ الحلم، ساخراً أحيانًا، وناقداً أحيانًا أخرى، نصًّا قائما على التكثيف الذي يعيد مونتاج الأحداث والوقائع المألوفة لخلق دلالات جديدة ومجازات غير مستهلكة، كما في قصيدة “أحلامه للسنة الجديدة”، مثلًا، التي تكتب فيها: “سيشتري قميصًا فاقع الألوان مرفوع الياقة مثنيّ الكتفين/ سيؤثّثُ بيتًا من “الأمريكية للأثاث”/ سيزرع الحديقة بالورد الجّوريّ وتم السمكة والباكونيا…/ وحين ينتهي سجنه الإداري الثالث على التوالي/ سيشتري حبّتين من الشكولاته غالية الثمن/ ويأكلهما وحده”.
مشاركات المستخدمين